عندما عُدت، كان المنزل فارغاً.قُمت برمي حقيبتي و توجهت نحو المطبخ، أخرجت ما تبقى من طعام الأمس و قمت بتسخينة في المايكرويف
ارخيت جسدي فوق الأريكة الزرقاء المُتموضعة في غُرفة المعِيشة، قلّبت قنوات التلفاز بينما أتناول الطعام بِملل
صوت المُفتاح ثم صوت فتح باب المنزل، كانت بيثني، تنهدت بصوت مرتفع وهي تخلع معطفها
حملقت بإتجاهي وقالت
"كيف هي المدرسة؟ ""كما العادة "
"بالله عليك دي " قالت ثم قلّبت عينيها ذلك لأن هذا هو ردي المُعتاد، توجهت إلى المطبخ لشرب الماء ثم عادت وعاودت النظر الي
"حسناً"، قُلت، رافعهً يدي بإستسلام
"لا أعلم لم معلم الفيزياء يمقتني! "
"ماذا كان إسمه مجدداً؟ " قالت بينما قامت بإخراج علبة سجائر من جيب بنطالها و بدأت في التدخين
"توم نيلسون "
قلت ثم اكملت و أنا اقهقه "أظن أنه غيور من ذكائي"
"عزيزتي انسي ذلك، جميع مُعلمي الفيزياء مجانين " قالت بيثني ثم غيرت دفة الحديث قائلة
"من قام بإيصالك؟"
"جاك" قُلت
ضيقت بيثني عينيها لوهلة لكنها تغاظت عن الأمر، ثم قالت وهي تتوجه نحو غُرفتها
"سأخذ قيلولة ايقظيني بعد ثلاث ساعات " اومأت كإجابة ثم اكملت مُشاهدة التِلفاز
عادت والدتي ثم يليها والدي
توجهت إلى غُرفتي لتغير ثيابي، تركت شعري الطويل ينسدل ثم خلعت القميص مُلقيةً إياه فوق السرير كنت سأُكمل عندما
إخترق الصمت صوت تصفير بإعجاب، تشنج جسدي ثم توقف عن الحركة للحظة بخوف وتعجب!
حركت رأسي باحثة عن مصدر الصوت، نافذة غرفتي كانت مفتوحة بالكامل و بوضوح كنت أرى غرفة المبنى الملاصق لنا.
ماللعنة!
كان هناك شاب يقف ويحدق بإتجاهي بنصف إبتسامة! أغلقت النافذة سريعاً ثم اسدلت الستائر
في العادة والدتي تترك نوافذ المنزل مفتوحة، لكنني متأكدة أن تلك الشقة في المبنى المجاور خصيصاً كانت معروضة للإيجار، لم يسكنها أحد لمده سنة كاملة لذلك لم أكن امانع أن تبقى نافذتي مفتوحة، بل إنني أنا كنت أقوم بفتحها في كثير من الأحيان
لكن مابال هذا الشخص!
اقشعر جسدي بالكامل و شعرت بحرارة شديدة تنتابني لقد تم إنتهاك خصوصيتي بكل وقاحة!
قمت بإرتداء بجامتي المُرقطة سريعاً بغضب، أغلقت الاضواء بينما اتمالك أنفاسي و الإحراج الذي اكتسحني
بعد وهلة تركت الغرفة و عاودت الإستلقاء امام التلفاز، احاول تناسي ما حدث بينما اشاهد "عداء المتاهه" للمره الثالثه، كان والدي يتحدث على الهاتف وقد بدت نبرة صوته مُنزعجة و قلقه
قال وهو يرمقني بتوتر
"افتحي القناة الثالثة، هناك أخبار عاجلة "أومئت بإيجاب بينما أتت والدتي من المطبخ و وقفت بجانبي بجسد مُتيبس"اكتُشفت إصابة ثمانية وعشرين مسافر بالحمى بواسطة الفحص الحراري في مطار سوفارنابومي وتم عزلهم جميعاً وفحصهم، و تم تأكيد إصابتهم بفايروس كوفيد - 19 الجديد.
مع الزيادة في اعداد الإصابات، فإننا نرجو من السادة الكرام الذين تظهر عليهم الأعراض التالية التوجه في الحال لإجراء الفحص، والحرص على عدم مخالطة العامة و تطبيق العزل الصحي
و إستناداً إلى آخر المستجدات فإن القطاعات التالية ستتوقف عن العمل حرصاً على سلامتها حتى إشعار آخر
قطاع التعليم الخاص
قطاع التعليم العام
القطاعات الحكوميةكما أننا نشدد على الأشخاص الغير مصابين، الإلتزام بالاجرائات الاحترازية و إرتداء الكمامات و تعقيم اليدين و الحرص على ترك مسافه بين الأفراد في الأماكن العامة.
أنت تقرأ
Next to you
Teen Fictionعرض عليّ جاك التوصيلة، في طريق العودة كان الصمت يعم الأرجاء بينما كانت سيلينا تغني برفقة تشارلي "لم نعد نتحدث بعد الآن... كما كنا نفعل سابقاً " هذهِ رواية من كتابتي تستند قصتها على أحداث واقعيه مع القليل من الإضافات الخياليه، اتمنى أن تنال إعجابكم ...