49

105 13 1
                                    

"لقد قامت فتاة كُنت معجب بها سابقاً برسم هذه اللوحة " قال بهدوء وهو يبعد بعضاً من خصلات شعره الطويلة

لطالما أحببت الشعر الطويل على الفتيان، لكنني احتفظ بهذا الإعجاب لنفسي ولا اشاركه أحد

لم أخبر جاك سابقاً حتى!

" يبدو هذا رومنسياً جدآ..  وماذا عن المال؟ " سألت مجدداً لأنه لم يجب عن السؤال المرة الماضية

" إنه المال الذي قمت بإدخاره طوال حياتي "   قال، الآن نظر نحوي مجدداً و سأل

"لماذا قمت بقص شعرك؟ "

"أعلم، إنه لا يبدو رائعاً، لكنني لطالما رغبت بذلك " قلت و أنا أحك مؤخرة رقبتي المكشوفه بإحراج

إنه رائع، إنني لا أقول هذا للمجاملة، لكن لأنها الحقيقة" قال ثم أكمل" إذا بماذا شعرتي؟ "

كان هذا سؤال غريباً، لم تسألني والدتي أو بيثني أو أي أحد إياه، بماذا شعرت!

" بحزن عميق" قلت بإقتضاب وأنا أحاول تجنب إتصال الأعين

"لا تفعلي هذا " قال

فنظرت نحوه سريعاً بتعجب" ماذا؟"

" لا تتظاهري بأنك بخير بينما أنت لست كذلك " تعجبت لوهلة لأنه استشعر الأمر سريعاً ولأنه لم يكن شخص مقرب كفاية مني لقول مثل هذا الحديث، لكنني أجبت لأن الأمر لم يعد يهمني، أنا أحتاج للحديث حقاً

"إنني أفعل هذا لأجل عائلتي، لا اريد ان يصيبهم القلق"

كانت هناك لحظة صمت مطبق كدت فيها أن أسمع صوت تنفسه لكن صوت ارتطام المياه بالأرض من جانب غرفتي كان أقوى، كانت بيثني تأخذ حماماً سريعاً

الجدران في هذا المنزل البالي رقيقة

قال أخيراً "  إذا على الأقل لا تتظاهري بهذا أمامي" ثم أكمل "يمكنك التحديث إلى يومياً، إنني لا أفعل شيء سوى اختراع اطباق جديده أو القراءه.. يُمكنك أن تكوني على سجيتك معي، دون التظاهر"

تعجبت من حديثه، إنني لا أعرفه جيدآ حتى، لكنه قال ذلك!

اومات بهدوء و تراجعت تدريجياً ذلك لأن دموعي كانت على وشك الأنهمار

قبل أن انصرف سمعت صوته يقول

" بالمناسبة.. أنا آرثر"


Next to you حيث تعيش القصص. اكتشف الآن