12

156 17 0
                                    


الملل لا زال يتملكني والفتور بدأ يزحف تدريجياً إلى داخلي.

هاهي الذكريات تعاودني، ذكريات عن كل شيء جرى سابقاً، عن كيف كانت الحياة وكيف ستكون.

فجأة صدح صوت موسيقى الجاز مخترقاً صمت الغرفة مجدداً، ذات الموسيقى الأولى التي استمعت إليها سابقاً بينما كنت أرسم.

يمكن لأي شخص التخمين أين يكمن مصدرها، في البداية تملكني الغضب ذلك لأنني عزمت على إلتزام الصمت هذهِ المره بينما أرسم، لكنني في نهاية الأمر خضعت للأمر

رحت استمع إليها بينما اضجع فوق سريري الوثير واتامل السقف بلا هوادة، كنت قد تخليت عن فكرة الرسم مجدداً، و بينما انسابت أنغام الجاز على مسمعي برعونه وجدتني استمتع بها، لم أكن سابقاً مهتمه بموسيقى الجاز لكنني اليوم انتابني الفضول.

الفضول نحو موسيقى الجاز

ربما،نحو الشخص الذي يستمع إليها.




اغلقت أضواء الغرفة و فتحت نافذتي بهدوء ورحت اراقب من بعيد ما يوجد على الجانب المُضيء الآخر.

بعد أن تأكدت من خلو الغرفة المقابلة من أحدهم اقتربت أكثر من نافذتي و أسندت يدي عليها ورحت استكشف المكان بفضول

كانت الغرفة مُكتظه بالعديد من الأشياء أكثر من المره السابقه، يبدو أن الشاب قد استقر أخيراً.

لمحت عدة أعمدة طويلة من الكتب متكدسة فوق بعضها البعض على أرضيه الغرفة.

وجدتني وانا اختلس النظر إليها مخموره بشعور جديد من المتعه والحماس لم أعهده، كانت الكتب ذات الوان وأحجام مختلفه، لكنني كنت غير قادرة على قراءة عناوينها.

  شرارة الحماس بدأت في التزايد في داخلي

ثم وجهت انظاري نحو باقي أرجاء الغرفة
اريكة جلديه، لوحة كبيره لإمراءة شقراء ذات الوان صارخة، ثم لوحة اخرى على الجدار الآخر لكن باللون الأبيض و الأسود وأخيراً افترشت الأرض سجاد بزخارف فارسية!

ألة الموسيقى

كانت في زاوية الغرفة، كنت عاجزة على بلوغها بأنظاري لكنها انعكست على المراءه الطويله، كان القرص الأسود الدائري يدور ببطئ، شعرت وأنا انظر إلى انعكاسه بشرود و كأنني في خمسينات القرن الماضي.

وكما بدأت الموسيقى فإنها توقفت فجأة، لكنني انغمست في فضولي فقد وجدت لذة غريبة في اختلاس النظر نحو الشقه المقابلة وانتابني الفضول اكثر حول باقي أجزاء المنزل.

نقلت نظري من السرير إلى الخزانه مجدداً، و لوهلة و لجزء من الثانيه أجفل جسدي و تصنم عندما ولج إلى الغرفه جسد طويل.


تلاقت أعيننا

تم القبض عليّ متلبسة بالجرم!
انتابني الهلع لثوانِ لكنني تظاهرت بعكس ذلك ثم قلت بصوت شبه مهزوز خافت في محاولة لتدارك الأمر سريعاً، بينما امسد بعض خصلات شعري، مع العلم بأن شعري لم يكن منسدلاً!

"الموسيقى "

اقترب الجسد الطويل اكثر من النافذه، حدجني بنظرات مستهزئه مُبطنه ثم قال بصوت غريب

غريب!، ماهذا الوصف الأحمق!، اظن أن الصدمة لا زالت تتملكني

"ماذا؟ "

"الموسيقى.. اقصد ما إسم هذهِ الموسيقى؟ " قلت بإحراج مُكملةً التظاهر

لكنه مع ذلك قام بالإجابة على سؤالي، حتى مع علمة بأنني كنت للتو اتلصص على غرفته و أخترق مساحته الشخصيه، عالمه الخاص الغريب!

" ياله من عالم رائع" قال ثم توجه مجدداً نحو مُشغل الموسيقى

"ماذا؟ "

" إنها مقطوعه للويس آرمستونغ"  قال موضحاً

ثم أعاد تشغيل المقطوعه

Next to you حيث تعيش القصص. اكتشف الآن