"لم اعد احتمل " اتاني صوت جوليا الحاد والمُرتجف عبر الهاتف
"عزيزتي جوليا التقطي انافسك .. حسناً.... الان اخبريني مالذي يحدث؟ "
صمت ، انهارت فجاة في البكاء وانا الذي ظننت انها قد بدأت في تدارك اعصابها. قررت عدم الحديث لوهلة تاركة اياها تبكي.يحتاج الأنسان في بعض الاحيان الى البكاء، ان البكاء هو ما يجعلنا بشر وهو ما يُخفف عنّا من حدة الواقع الأليم.
بعد فترة ،هدأت شهقاتها تدريجيًا ثم تحدثت أخيرًا"والدي" قالت جوليا ، لقد كانت كلمة واحده لكنها بالتأكيد تحمل في طياتها الكثير
الان اكملت قائلة " لم يعد كالسابق ، اصبح ينفجر غاضبًا باستمرار ، لقد قام بصفع والدتي ورمي قنينة المشروب الزجاجية نحوها " صمتت قليلًا و كأنها تحاول تدارك اعصابها وغضبها الذي عاودها مجددًا
"لا اصدق ذلك ، لم تفعل و الدتي أي شي سوى انها قررت تأجيل بعض الاعمال .. اعمال غير مهمة .. اعمال لا يؤدي تأجيلها الى هذه النتيجة ، و عندما غضب والدي لم تصمت. لقد حاولت ان تناقش الامر ، ان تخبره بمدى تغيره و بعدم اهمية الامر" توقفت جوليا مجددًا فحاولت حثها على الحديث"و ماذا بعد ؟"
" ومن ثم حلت الكارثه ، لقد كان هناك الكثير من الصراخ و تحطيم الزجاج ، لقد صفع والدتي و من ثم استدار وكُنت اظنه بأنه ادرك فداحة ما فعل لكنه عاد مجددًا والقى بالزجاجة نحوها فارتطمت بالحائط وتحطمت إلى اجزاء صغيرة و من ثم صرخت و الدتي و القت بإحدى اللوحات المثبته على الحائط نحوه و كان هنالك شجار عنيف ، حاد و مؤلم لجميع الاطراف ""لقد كنت اقف متفرجة بينهما ، اشاهدهم و كأني أشاهد فلم عن تحطم العلاقة الزوجية وعندما ادركت ان هاؤلاء هم والداي قررت التدخل و فض الشجار. "
صمتت مجددًا لكنها عاودت " ان هذا الوضع يخنقني تدريجيًا ، اشعر انني حثاله ، أشعر انني عاجزة واشعر برغبه ملحة في البكاء باستمرار.. ان والدتي تعاني واكره ان اراها بهذا الشكل ... و من ثم هناك والدي .. اشعر ... اشعر و كأنه قد اُستُبدل و حل مكانه شخص غريب ، لم اعد اتعرف عليه. "" تعلمين بأننا لم نكن تلك العائلة السعيده لكن الخلافات بينهما كانت قليلة ومحدوده ، لم اكن اعير الامر بالاً ، لكنني اليوم اعيش هذه الخلافات باستمرار، كل يوم هناك بكاء و صراخ و تحطيم . كل يوم هناك شتائم واصابع اتهام والكثير من نظرات الجيران الفضولية ، كل يوم هناك ندوب في قلبي تزداد"
الان كان دوري للتخفيف من ألمها " عزيزتي جوليا ، لا اعلم جيدًا كيف هي الامور هناك ، لكنني دوما سأكون بجوارك . يمكنك الاتصال بي في أي وقت، بل انه يمكنك القدوم الى هنا للمكوث لفترة ، تعلمين بأن الامور في جميع انحاء العالم خرجت عن السيطرة لكننا سنتعامل مع الأمر... على الاقل سنحاول"
"لا اظن انني استطيع القدوم .. و اشك انني قادرة على زيارة اماندا بعد ما حدث .. لا استطيع ترك والدتي وحدها برفقته. انا فقط لا استطيع ، لكنني مع ذلك اقدر وجودك الدائم بجانبي ، حتى و لو كانت تفصل بيننا الاف الأميال "
عندما انتهت ،حاولت جر الحديث الى موضوع آخر ، و بعدها تناقشنا في العديد من الامور وعندما انتهت المكالمه بعد ساعة و ثمان و اربعون دقيقه ، كنت اجلس فوق اريكتي واحدق في اللامكان
كيف يمكن للاشخاص ان يتغيروا بهذا الشكل و بهذه السرعة !. لقد ظننت ان والد جوليا لطيف و رجل مستقيم لكنني كنت مُخطئة او ربما على الاقل قد كان كذالك سابقًا.
افهم جيدًا ان الضغوطات سرعانما تولد الانفجار لأي شخص كان ، كبير او صغير ، طيب ام متقلب المزاج.و ماذا عني انا؟ ، اشعر بأنني اكبر سريعًا ، انا التي احتاج إلى العون والمساعدة بت اليوم اقدمها بلا وعي مني !
إننا جميعًا نتغير، لا استطيع تحديد نوع التغير لكنني اشعر بهو ماذا بعد ؟
انني خائفة من التغير و خائفة مما قد يحمله هذا الوباء لنا في المستقبلحتى بعد إنتهائه

أنت تقرأ
Next to you
Ficțiune adolescențiعرض عليّ جاك التوصيلة، في طريق العودة كان الصمت يعم الأرجاء بينما كانت سيلينا تغني برفقة تشارلي "لم نعد نتحدث بعد الآن... كما كنا نفعل سابقاً " هذهِ رواية من كتابتي تستند قصتها على أحداث واقعيه مع القليل من الإضافات الخياليه، اتمنى أن تنال إعجابكم ...