"اذاً الن تُحدثيني عن المدعو جاك ؟"
نظرت نحو ارثر بدهشه عندما نطق بذلك
عندها فسر قائلًا " لقد كنت تتمتمين باسمه طوال الثلاث الايام الماضيه "
حدقت الى الشرفه المفتوحة ، شددت اللحاف حولي و بعد انتظار طويل تحدثت
"لم يكن الأمر سيئًا دومًا"
"حدث ذلك قبل اربع سنوات من الان، كانت علاقتي بجاك وثيقة جدًا، امضى كلانا ثلاث سنوات معاً، كان كثيرًا ما يأتي إلى منزلنا لتمضية الوقت فنشاهد بعض الافلام القديمة او اذهب انا لمنزله للعب بالعاب الفديو في نهاية الاسبوع، و في المدرسة نجلس بجانب بعضًا البعض و نتحدث في الكثير من الامور، كان هو صديقي الوحيد و المفضل و الذي اخبره بكل اسراري و افكاري ، الوحيد الذي لا يحكم علي و يمكنني البقاء برفقته بلا تصنع او تظاهر، و كذلك كان هو يفعل. لطالما شعرت معه بأن الايام دافئة و ان الدروس سهلة و مُمتعه ، كنا نلقي برؤسنا فوق طاولاتنا و يحدق احدنا في الاخر حتى ينفجر احدنا بالضحك بدون اي سبب، و قبل ان تسأل
لا ، لا اظن ان ذلك كان حب او اعجاب ، علاقتي بجاك كانت اعمق و امتن و اكثر رقة و متعه ،لقد كان الشقيق الذي لم احصل عليه ، الرفيق السهل المتفهم "
"على العموم انتهى كل شيء عندما دخلت جولين حياتنا
كانت احدى جميلات المدرسة التي تُمضي معظم وقتها مع الجميع بلا استثناء لان الجميع يحبها ، كنا كلانا معجبين بجمالها و وافقنا على ضمها لنا سريعًا ، مع انني لم افهم لم قررت ان تصبح صديقتنا فجأة وكالعادة فإن الصداقة الثلاثيه تبدأ بالمرح لكنها سرعانما تلقي بأحد اطرافها الى الخارج و كان ذلك الشخص انا "
"اصبح جاك يقضي كل وقته برفقة جولين ، و تدريجيًا لم يعد يأتي إلى منزلنا ، باتت احاديثنا قليله ولا نمضي اي وقت بمفردنا الا وجولين معنا ، لم يكن الامر في البداية يزعجني هذا لانني كنت معجبه بها كذلك ، كانت رائعة الجمال و ذات هالة جذابة، تمتلك شعر قصير وعينان واسعة مكحلة وبشرة قمحيه، جميع احاديثها شيقه، تتحدث دائما عن قطتها وعن والدها كثير السفر و حياتها المبهرجة و كان ذلك عالم جديداً بالنسبة لكلينا "
"ظننت ان جاك يحب قضاء الوقت برفقتها لأن احاديثها شيقه لكنه سرعانما بدآ يتجنبني، شعرت بالالم يعتصرني وقتها، حاولت تذكر اي فعل خاطىء قد قمت بارتكابه لكنني لم اجد أي شي. فكرت كثيرًا حتى ألمني رأسي و لم اجد اي جواب "
"و استمر يتجنبني ، يتظاهر بانه لا يراني ولا يحدثني ،وعندما امشي في الممرات او اعبر الشارع اراه في الجانب الاخر تتلاقى نظراتنا و من ثم يشيح بأنظاره بقسوة الى مكان اخر ومن ثم ينصرف تاركًا المكان بأكمله "
"لم افهم مالذي يحدث او لماذا يفعل ذلك ، شعرت بأن الايام اصبحت باردة و ثقيلة و ان الدروس باتت صعبه و غير مفهومه، و لأول مره اصبحت وحيده ، لم أكن فتاة اجتماعيه في ذلك الوقت ، اذكر انني عدت في احد الايام شديده الحراره من المدرسه و بكيت بشدة حتى نمت ومن ثم انتابتني الحمى. كانت تلك السنه صعبه جدا لانها كانت خاوية من جاك ، كانت خاوية فقط "
"لم انجح في تكوين الكثير من الصداقات ، كنت امضي الوقت في المدرسه في القراءة او الرسم، او اقوم بحل بعض الواجبات ، قد اتبادل بعض اطراف الحديث مع بعض الطلاب لكنني لا اكون صداقات حقيقيه او عميقه. "
"و في السنه التي تليها كنت قد تعرفت على جوليا و اصبحنا صديقتان، بدات الحياة الثانوية و بدا فصل جديد من حياتي معها، كان لجوليا الاثر الاكبر في انتشالي من عزلتي و مساعدتي في لقاء الاخرين و الاستمتاع بالحديث معهم "
"في احدى الايام عندما التقيت بجاك في احدى مطاعم الوجبات السريعه وانا اتناول الطعام برفقة بيثني، كان لاول مره منذ فترة طويله يقترب بإتجاهي، عندها اخبرني بما حدث على انفراد "
"ظللت احدق فيه و ادرس ملامح وجهه للحظات بينما يتحدث هو "
"لم افهم لم فعلت جولين ذلك لكنها كانت تخبر جاك باستمرار بانني كنت اخبرها بانني اكره وجوده ملتصقًا بي طوال الوقت وانني كنت سعيده اخيرا بوجود فتاة برفقتي ، اخبرته بأنني كنت اجد بعض من حركاته مُقززه و انني اظن بأنه يتحرش بي وهكذا شعر جاك بالصدمه وبالغضب و من ثم بالنفور مني و قرر ان ينسحب تدريجيًا، اخبرني بأن جولين كررت الأمر على مسامعه كثيراً و انها حرصت على جعل الامر يبدو حقيقيًا، لقد شعر بالحزن و الصدمة لانني فكرت بذلك الشكل نحوه "
"اكمل بعدها بأنه اكتشف مؤخرا انها كانت تختلق كل شي
لكنني كنت اقف متجمده، لم اعد اصغي لما يقول ، تظاهرت بانني فهمت و انني على عجلة من امري للذهاب الى المنزل "
"عندما عدت ، لم ابدي اية ردة فعل ، لكن في اليوم التالي انزلقت الدموع من عيناي بغزاره وانهرت في نوبه من البكاء، اخبرت بيثني بما حدث لكنني فضلت عدم مناقشة الموضوع اكثر"
"كان الشعور مؤلم حقا، ان جاك فضّل تصديق ما قالته له جولين ولم يفضل سؤالي عن حقيقة شعوري أو الأمر ، وكان ما بيننا لم يكن يعني له أي شي. لقد تركني هناك اقف وحيده في منتصف الطريق الخاوي و مضى، لقد تخلى عني بسبب بعض الاكاذيب "
"وبعد ذلك لم نعد نتحدث كثيرًا كما كنا نفعل سابقًا "
أنت تقرأ
Next to you
أدب المراهقينعرض عليّ جاك التوصيلة، في طريق العودة كان الصمت يعم الأرجاء بينما كانت سيلينا تغني برفقة تشارلي "لم نعد نتحدث بعد الآن... كما كنا نفعل سابقاً " هذهِ رواية من كتابتي تستند قصتها على أحداث واقعيه مع القليل من الإضافات الخياليه، اتمنى أن تنال إعجابكم ...
