اذاً؟
صمت صارخ يحيط بكلانا
لا اعلم كيف وصل جاك الى هنا او ما الذي جلبه
لقد نسيت تماما ما كتبته له قبل عدة ايام
و نسيت ايضاً ان بمقدار اي شخص زيارتي الآن لإن زمن حظر التجول قد انتهىانني اقسم ان الفراغ يجعلنا نرتكب العديد من الحماقات ، يجعلنا خاويين ، فتأخذ المشاعر والذكريات بعبورنا بإستمرار وتتحكم بنا.
يحدق في عيناي وهو يقف امام باب الشقه، بينما تحدق نحوي بيثاني واحدق انا بدوري في الحائط من خلفه.
مالذي يجب علي قوله ؟
ماذا افعل ؟
و كيف اتصرف ؟اظن ان البقاء في المنزل لمدة ست اشهر كان كفيل على تنمية الرهاب الاجتماعي بداخلي
لقد استيقظت من النوم قبل لحظات ولم احصل حتى على وجبة مُحترمه
هل غسلت وجهي ؟
نعم فعلت
هل نظفت اسناني
بالكاد
هل قمت بترتيب غرفتي ؟
لا ، انها في فوضى عارمةتنحنحت بيثاني قاطعة لحظة الصمت المُريبه ثم اشارت لجاك بالدخول و قالت " حسنا .. ها هي دايزي .... يمكنكما الان تبادل الاحاديث " وانصرفت
و تركتني انقل حدقتاي بينه و بين الحائط ببلاهه
اخيراً حركت يداي ماسحة شعري القصير و قلت "تفضل "
قصدت بذلك ان يتبعني نحو غرفتي ، من يهتم اذا كانت غير مرتبه ، ما يحدث الان اهم وكم رغبت في ان اترك المنزل في تلك اللحظة هاربه ، لكنني بدلاً من ذلك حثثت خطاي نحو الغرفه ومن ثم نحو النافذه اقوم بإغلاقها وإسدال الستائر سريعًا قبل دخول جاك للغرفة.اظن ان ارثر سيتعجب عند رؤيته لنافذة غرفتي مُغلقه ، لقد اعتدت نوعًا ما على تركها مفتوحه طوال الفترة الماضية
حسنًا مالذي يجب علي قوله .. دايزي فكري
مالذي رغبتي بقوله سابقًا
مالذي يدور في خلدك
شعرت و كان عقلي اصبح فارغًا للحظاتلنستمع لما سيقوله اولآ ،ثم وفقًا لذلك سوف اتحدث
جلس على الاريكه وحرك شعره إلى الخلف وهو يجول بأنظاره ارجاء الغرفه المُهمله ، عند انتهائه ، ركز حدقتيه نحوي ثم تحدث أخيرًا
"اعلم انني اعتذرت مُسبقا بالفعل لكنني اشعر ان اعتذاري لم يكن كافيًا"
لم اتحدث
" ما بيننا لم يكن مجرد شيء عابر ، كانت ذكريات ولحظات كثيره وصداقه عميقه ، لكنني رميت بها عرض الحائط ، كان يجب علي الوثوق بك ، كان يجب علي سؤالك لكنني لم افعل "
توقف للحظات و بدا و كأنه يحاول ترتيب الكلمات داخل رأسه
" لقد كنت مُعجبا بها حقًا، و جعلت هي الامر صعب علي، كان يجب علي الاختيار ، لقد احببتها وعندما يقع الانسان في الحب فإنه لا يفكر، أنه حقًا لا يفعل، لذلك صدقت كل ما قالت و لم اشكك به " " لقد شعرت بالخذلان عند سماع الكذبات التي قالتها لكنني لم اعي انها كانت كذبات آنذاك "
" ظننت انك لم تُحبي وجودي قط ، ظننت انني كنت اقوم بتجاوز الحدود معك "" اقسم لك دايزي انها قالت انك لم تحبذي وجودي و انك شعرت بأنني كنت افرض و جودي عليك وانك كرهتي ذلك ، بل حتى انها قالت اكثر من ذلك ، لقد قالت ..."
لكنه توقف فجأة و اظن ان هذا كان الخيار الافضل فلم احبذ معرفة عدد الكذبات التي قيلت عني او نوعهاكنت انظر إليه وهو يحاول التفسير ، اعقد يداي إلى صدري واشاهده ، يداه تتحرك بعشوائية و جسده مشدود بتوتر ، كان يحاول جاهدًا إيضاح الأمر و هذه المره لم اشعر بالغضب بل شعرت بالشفقه نحوه
كانت هنآك لحظة من الصمت الخانق لكنه اكمل
" انني حين افكر في الامر الان اجدني غير قادر على البوح به حتى لأنني اعلم انك لم تكوني لتفكري بذلك قط "
"لكنني كنت مغفل ، لا اعلم كيف سمحت لها بالسيطره على افكاري و علاقاتي "
"لا اعلم ان كان تأسفي منك سيكون كافيًا لك للصفح عني لانني اعلم انه لا يمكن ابدا محو اخطاء الماضي او نسيانه لكنني لم اعد قادرعلى ترك الامر هكذا، ذلك لان امرك يهمني حقًا"
"لقد ارق الامر مضجعي طوال فترة الحجر واكل الندم احشائي ، لذلك انني ارجوك دايزي فلتغفري لي "
لم اعي ماذا افعل ، لكنني في اللحظة التالية كنت اشد يداي بقوة واعتصر جاك في حضن كان قد طال انتظاره.
أنت تقرأ
Next to you
Teen Fictionعرض عليّ جاك التوصيلة، في طريق العودة كان الصمت يعم الأرجاء بينما كانت سيلينا تغني برفقة تشارلي "لم نعد نتحدث بعد الآن... كما كنا نفعل سابقاً " هذهِ رواية من كتابتي تستند قصتها على أحداث واقعيه مع القليل من الإضافات الخياليه، اتمنى أن تنال إعجابكم ...