سألت و انا ارسم عندما شعرت بتواجد ارثر على الطرف الاخر
"مالذي يجعل احدهم شخص سيئ او جيد ؟"كنت احاول رسم مشهد مُتخيل للكتاب الذي قرأته في الامس
و الذي كنت قد استعرته بدوري من ارثر"لا يوجد شخص سيئ و اخر جيد، انا اؤمن بان البشر في الغالب جيدين " قال ارثر
"ولكن ماذا لو كان هذا الشخص يتظاهر بانه جيد امام الاخرين لكنه في الخفاء يفعل امور سيئة ؟"
صمت ارثر للحظات لكنه اكمل
"لنفترض ان هنالك مسار لسكة حديد امامك ، وضع عليه خمس اشخاص مُقيدين و على الجانب هناك مسار آخر يتفرع من هذا المسار الرئيسي "
لم افهم مقصده لذلك تركت ما افعل و توجهت الى النافذه
"ارى انني حصلت على انتباهك " قال و بادلته الابتسام
"بالفعل "
"حسنًا لنكمل ""على هذا المسار الفرعي يوجد شخص واحد مُقيد وعلى مسافه بعيده تقفين انت بجوار العتلة الذي تتحكم بسكة الحديد و بإمكانك السماح للقطار القادم بتغير مساره فبدلا من السماح له بدهس خمس اشخاص يمكنك السماح له بدهس شخص واحد لانقاذ الاخرين "
"الان ماهو القرار الذي ستختارينه؟""ماهذا السؤال الغريب ؟ ولم يجب علي الاختيار؟ "
"اذا فأنت تفضلين السلام على الايثار و التضحية " قال ارثر مما جعلني افكر للحظات
"حسنًا اظن انني و كأي شخص اخر سأقوم بتوجيه القطار نحو السكة التي يتواجد بها الشخص الواحد ، انه مثل خوض معركة ما ، يجب عليك الخروج بأقل الخسائر "
"و ماذا اذا كان هذا الرجل شخصًا تعرفينه ؟، والدك او شقيقتك !... هل تفضلين التضحية به لتقليل الخسائر أيضًا "
"بالطبع " قلت بلا اي تردد و بدون ان افكر
"حسنا ، اظن انكِ شخص جيد "
هذه الحاله يطلق عليها معضلة العربه ، اطرح هذا السؤال دوما على الاشخاص من حولي حتى استطيع فهم شخصياتهم اكثر"البعض لا يهتم و البعض يرفض ان يتخذ اي خطوة و البعض يفضل انقاذ الشخص الواحد لانه قد يتعاطف معه و البعض يفضل قتل الخمس الاخرين ظناً منه بإن ترك القطار في مساره الاصلي وعدم التدخل في القرارات الصعبة هو الخيار الافضل ، يفضل عدم القيام بشيء لان عدم القيام بشيء لا يُحمل الشخص اي مسؤوليه اما التغيير فقد يجعلك مشاركًا في الجريمه."
"الامر صعب جدا وهكذا هم البشر لا يوجد معيار محدد للقول بان شخص ما هو جيد او سيئ ، يرتكب البعض منا الكثير من الافعال الخاطئة لكنهم في الداخل اشخاص جيدين و قد يكون الشخص منا جيد و يفعل الخير بإستمرار لكن تعرضه الى الظغط لفترات طويله قد يعرضه للانفجار."
"لم استطع قول اي شي فأكمل ارثر " يوجد الملائكة وهم ما نطلق عليهم الخير المُطلق و من ثم هناك الشياطين و هم يمثلون الشر المُطلق و في الوسط هناك البشر و هم مزيج من الاثنين."
"لكن ماذا عن القتله المتسلسلين و مجرمي الحروب ، اليسو اشرارا ؟" قلت
"بإستثناء اللذين يولدون باختلال عقلي ، فإن اغلب القتله هم نتاج للعنف و التنمر و ظغط المجتمع "
"وماذا عن الاصل، اقصد لماذا في الاساس يعنف الشخص احدهم و يجعل منه مجرم او سارق؟ "
"حسنًا ، اظن بأن هناك عوامل خارجية مثل الفقر و المخدرات و الكحول ، انها احدى الاسباب المؤدية الى العنف ، و كما اخبرتك سابقا البشر ليسو تماثيل انهم اشخاص ممتلئين بالمشاعر والصفات ، هناك القسوة والغضب والكره ، الحب والغيره والشجاعه ، التقزز والخجل والكثير والكثير لذلك لا يمكنك الجزم بأي شيء ، قد تحل صفه مكان اخرى و هكذا تسيطر احداها على الاخرى و من ثم يؤدي شي الى اخر "
"حقيقًا لم افكر بالامر سابقا بهذه الطريقة " قلت وانا متعجبه ، الامر غريب حقًا
تأملت ارثر بإعجاب و اظن انه لاحظ ذلك فأسرع قائلا
" هذه فقط وجهة نظري من الزاوية التي ارى بها الامور ، قد لا تكون صحيحة بالكامل لكنها قد تفيدك في فهم العالم اكثر "ياله من شخص عجيب ، يبهرني ثم يقلق من انبهاري ، يمتلك الكثير من المعرفه لكنه يحبذ التواضع، كبير في السن لكنه يعلم الاطفال "
الان يأخذني الفضول لمعرفة المزيد عن شخصيته المتناقضة، كيف كانت طفولته ،هل احب احدهم بصدق من قبل ؟، و ماذا عن مراهقته ،ماهي القصص التي شكلته !
اخبرته بدون ان اخجل " ارغب بمعرفة المزيد عنك "و الان يمكنني رؤية التفاجئ و الاحراج في عينيه
و هكذا امضينا الليل بأكمله نتحدث في العديد من الاشياء ، الكثير منها عن ارثر
بدا الامر كمشهد من فيلم ما ،فملئني ذلك بشعور غريب من السعادة و الراحة و الخجل معاً
أنت تقرأ
Next to you
Teen Fictionعرض عليّ جاك التوصيلة، في طريق العودة كان الصمت يعم الأرجاء بينما كانت سيلينا تغني برفقة تشارلي "لم نعد نتحدث بعد الآن... كما كنا نفعل سابقاً " هذهِ رواية من كتابتي تستند قصتها على أحداث واقعيه مع القليل من الإضافات الخياليه، اتمنى أن تنال إعجابكم ...