51

101 7 0
                                    


اظن أنني قد أنهار في أية لحظة لكنني مع ذلك استمر في التظاهر

التظاهر بأن للحياة معنى، بأنني بعد كل هذا سأعود إلى ما كُنت عليه سابقاً

إنني غير قادرة على تذكر ما كنت عليه، ذاكرتي مشوشة، ضبابية

ذات يوم من أيام الخريف، حينما كُنت قادرة على سماع حفيف الأشجار و هدير الماء من صنبور المطبخ كقدرتي على سماع والدتي تتحدث إلى بيثني في غرفه المعيشه بينما كنت أقف في الممر راغبةً في إكمال خطواتي نحو المطبخ لشرب كوب من الماء، لا أعلم كيف بدأ الحديث أو كيف انتهى لكن في تلك اللحظه لم أصاب بالدهشه أو الحزن و كأنني كنت أعلم عن الأمر سابقاً

"لقد حاولت إجهاضها.. لم أكن أرغب بها.. كان الأمر مخيفاً أن أحصل على طفل آخر غير مكتمل النمو في أحشائي " إن والدتي من تتحدث، كان في صوتها رعشه خفيفه

"لا ازال أتذكر الحالة التي أُصِبتِ بها بعد الولاده لكن الآن كل شيء بخير، أنا واثقة من ذلك  " الآن كان صوت بيثني

إنه اكتئاب ما بعد الولادة، فكرت في عقلي و مع أن والدتي قالت بعدها أنها تشكر الرب على وجودي و أنني في مراهقتي أذكرها كثيراً بنفسها أيام الصِبا إلا أنني عدت إلى غرفتي بهدوء

فلم أعد اريد الإستماع أكثر

Next to you حيث تعيش القصص. اكتشف الآن