لا اعرف كيف اصف الأمر
انه غريب حقًا
تجتاحني العديد من المشاعر المتضاربه ،السعاده والتحرر و الخوف والاثاره ، لا استطيع الجزم مطلقًا ، مالذي يجب علي فعله الان ؟، اقصد يمكنني اخيرا الخروج من المنزل دون الشعور بالتوتر او الخوف من خرق القوانين.هل تعود الحياة كما كانت ؟، لا لا اظن ذلك ،هناك شيئ ما اختلف لكنني مع ذلك سعيده جداً
اخبرت والدتي انني سأخرج للتبضع ، خرجت هي في الامس ، و اليوم هو دوري وغدًا سيكون دور بيثني، اتفقنا ان يخرج احدنا كل يوم على حدى ، للحد من التجمع و للاستمتاع بشعور الحرية.
ارتدي بنطال جينز ازرق قصير وتي شيرت مقلم باللون الاحمر والابيض وعلى العكس من عادتي ، قررت ان اضع بعض من مساحيق التجميل وان ارتدي بعض من الاكسسوارات البسيطه ، مسدت شعري القصير مجددا و اخذت حقيبتي الصغيره الجلديه وفي داخلها قمت بوضع عبوة معقم صغيره، مناديل و كمامة إضافيه.
خطوت اخيرا نحو باب الشقه، الكمامه في يدي اليمنى لإرتدائها والهاتف في يدي اليسرى ، كم هذا مضحك بدا المشهد و كأنهما درع و خوذه وانني استعد للدخول الى ساحة قتال
استجمعت شجاعتي اخيرا وبدات نزول السلالم واخيرا كنت اقف في الشارع والشمس الساطعه تلقي بأشعتها الدافئة على جسدي
ملئت رئتي بالهواء النقي و بدأت اتجول في الطرقات ، لا وجهة محدده انما هي نزهه ، نزهة قد طال انتظارها
عرجت على السوبرماركت في الشارع المقابل ، كان يوجد صف من الاشخاص المتباعدين واللذين يرتدون الكمامات للوقايه من الفايروس ،انتظرت خلفهم بحزم وخضوع ، أتأمل كل الاشياء من حولي و كأني أراها للمرة الاولى.
بعد ثلاث عشر دقيقه استطعت الدخول اخيرا و بدأت في جمع كل ما رغبت به نفسي ، الكثير من المقرمشات و المشروبات الغازية ، الشوكلا والايس كريم ، الخبز و بعض من المأكولات سريعة التحضير، بعض من الخضروات التي لم تستطع و الدتي شرائها في الامس .
حركت انظاري في المكان و نظرت في الاربع اشخاص الذين سُمح لهم بالدخول برفقتي ، عجوز كبيره في السن ، رجل برفقة طفل في التاسعه من عمره وامرأة نحيلة، كانو جميعهم يرتدون الكمامات.
ابتسمت بسعادة
بعد الانتهاء من شراء الغذاء قررت ان اكمل تجوالي في الطرقات ، لم اعلم كم مشيت ، بت اتصبب عرقًا بسبب اشعة الشمس التي اصبحت حاره الان لكن مع ذلك لم اشعر باي ذرة من التعب او الاجهاد. خلف الكمامة استمرت شفتاي في الابتسام وانا احمل اكياس المشتريات.
كنت على بُعد اربع بنايات الان عندما رأيت متجر صغير لبيع الملابس في قارعة الطريق، يقوم العامل فيه بترتيب الثياب، وفكرت للحظات ،لابد ان صاحب المتجر واجه
ازمة حقيقية حين اضطر لإغلاقه بسبب الوباء.توجهت نحوه بحزم لاكمال حملة الشراء التي بدأتها اليوم
لم يكن المتجر مكتظ لذلك دخلت إليه سريعاً، لم يكن المكان كبيرًا او تابع لشركة عالمية معروفه ، كان مكان لبيع الملابس المحليه بأسعار معقولة ومع ذلك شعرت روحي بالتجدد وانا اتجول فيه
انتقي بعض الملابس الجديده، اربع قمصان جديده ، ملابس داخليه و ثلاث بجامات وربما قد احصل على شيءٍ لوالدتي و بيثني
داخل عقلي، كانت تلك علامه على التأهب لبدايات جديده.
"كيف يمكنني مساعدتك؟ " قال الفتى الذي يعمل في المكان حين رآني اتجول بضياع امام القسم الخاص بالرجال.
"لا اعرف ما هو مقاس القميص المناسب لشاب في الثلاثينات من عمره" قلت و انا احك رقبتي بخجل
"هل هو شخص نحيف ام ممتلىء الجسد؟"
"امم، اظن انه معتدل ، وهو طويل بعض الشيء "
"هل هو مقارب لجسدي ام اكبر ؟"
القيت نظرة متفحصة نحو جسد الشاب واجبت
"اظن انه اكبر قليلًا "
"حسنًا... اعتقد ان مقاس 52 سيناسبة " قال وهو يعرض لي بعض القمصان ، اخترت التي شيرت الاخير ابيض اللون ، احتوى على تطريز لشكل اسد باللون الذهبي في جانبة العلوي الايسر، بدأ العامل في البحث عن المقاس المناسب و من ثم ناولني اياه.قمت بشراء الاشياء التي قمت بإنتقائها سابقًا , و خرجت من المتجر وانا اضع اكبر ابتسامه على وجهي. مشيت بحماس عائدة نحو المنزل وانا اتخيل ردة فعل ارثر على مبادرتي الصغيره، لم اعلم لم لكنني شعرت بحاجة ملحة لشراء شيءٍ ما له.
اشعر ان ارثر اصبح فردًا من العائلة الآن.
![](https://img.wattpad.com/cover/263047422-288-k650615.jpg)
أنت تقرأ
Next to you
Teen Fictionعرض عليّ جاك التوصيلة، في طريق العودة كان الصمت يعم الأرجاء بينما كانت سيلينا تغني برفقة تشارلي "لم نعد نتحدث بعد الآن... كما كنا نفعل سابقاً " هذهِ رواية من كتابتي تستند قصتها على أحداث واقعيه مع القليل من الإضافات الخياليه، اتمنى أن تنال إعجابكم ...