هل ترغبين في تناول العشاء برفقتي ؟
سألني ارثر وهو يرتدي قميص ابيض مُهترء و بنطال طويل اسود اللون ، يظهر جسده بلكامل بسبب تحركة هنا و هناك على الطرف المُقابل
"ماذا ! "تسائلت ببلاهه
لم افكر قط بزيارة شقته او قضاء بعض الوقت معه !
تبدو الفكره غريبه لكنها قد تكون مُمتعه ، كما انني لم اتناول العشاء مع شخص جديد طوال الفترة الماضيهو لانني لم ارغب بجذب الانظار ، اخبرت والدتي انني سأرسم، في العاده عندما افعل ذلك لا احبذ ان تتم مُقاطعتي، تتركني والدتي في عزلتي و كذلك تفعل بيثني
لا اعرف هل هي مساحة شخصيه، عزله ام قوقعه، لكنها تُعجبني
اغلقت باب الغرفه والقيت نظره سريعه في المراءة
ارتدي بنطال قصير اسود اللون و تيشرت بلون السماء لا توجد اقراط او اساور ، لا اضع اي من مساحيق التجميل شعري القصير مبعثر ، قمت بتهذيبه قليلا و ارتديت اقراط ذهبيه كتغييرصوت ضوضاء و خشخشه
وضع ارثر سلم حديدي طويل يصل بين غرفتي و شقته لتسهيل عملية انتقالي"لا تخافي انه متين " قال و من ثم انصرف
وضعت يداي على السلم بخوف و زحفتخطوه ، خطوتين ، ثلاث خطوات ، اربع ، خمس ، ست
ومن ثم كنت في شقه ارثر اخيراً، المكان الذي لطالما اثار فضولي ، لم تكن الغرفه كبيره، السرير مرتب و نظيف ، لكني لم اعره إهتمام كبير لانني توجهت الى كومة الكتب المُتكدسه
الان يمكنني قراءة العناوين بكل اريحيهالجريمة و العقاب
الخيميائي
مئة خرافه في علم النفس
فكر مجددا
استراتجيات الحرب
مئة عام من العزله
تاريخ فرنسا القديم
منزل الدمىقاطع انتباهي صوت ارثر البعيد بلكنته المُميزه "دايزي ، هل يمكنك ادارة قرص الموسيقى "
توجهت الى آلة الموسيقى ، ادرت القرص وانسابت موسيقى هادئة، تركت الغرفه وتوجهت الى الخارج ،اضاءه خافته و صاله صغيره لا يوجد الكثير من الاثاث فيها ، اريكة جلديه و بجانبها اضاءة طويله ، على الطرف الاخر باب مغلق، طاوله طعام تتموضع فوقها الشوك ،الملاعق و المناديل ، شاشه تلفاز ، الارضيه خشبيه و عاريهرائحة شهية قادمه من المطبخ الصغير، تقدمت حيث يقف ارثر، الكثير من الاطباق هنا وهناك والفوضى تعصف في المكان لكن الهدوء يخيم عليه بينما يهمهم هو مع الموسيقى التي في الخلفيه
شعور غريب و كانني ارى المشهد من عدة زوايا مختلفه ، دايزي الاولى تتقدم و تتحدث مع ارثر وهي تستند على الثلاجة الممتلئة بالتذكارات و من ثم تساعده في سكب الاطباق بينما دايزي الاخرى تراقب ما يجري من سقف الغرفه
"تمتلك العديد من الكتب "
"هذه مجموعه بسيطه ، امتلك مكتبه في مستودعي "
"مستودع؟"
"لا املك منزل خاص بي ، اعيش هنا و هناك لا مكان محدد، لذلك اترك اغلب الاشياء المهمه في المستودع الخاص بي " قال مُفسراً و كنت اصغي جيداً
"لم اكن انوي البقاء هنا لكن مع هذه الجائحة قررت استئجار الشقه بثمن زهيد والمكوث فيها طوال فترة الحجر ""هل يمكنني استعارة بعض الكتب ؟"
"بالطبع "المكان دافئ و مريح، الطاوله صغيره لكنها انيقه
اتناول الاسباغتي الحمراء التي حضرها ارثر ، انها لذيذه بينما يرتشف هو بعض الماء في هدوء
لم يكن هدوء غريب او قاتل بل كان هدوء باعث على الاطمئنان
"كيف هي الحياة كشخص بالغ؟ " سألت في حيره
"بالغ ؟" " لا اريد اثارة خوفك لكنني لا اشعر بانني بالغ " قد يبدو شكلي الخارجي كبير لكنني في كثير من اللحظات اشعر بأنني لازلت ارثر ذو الثمانية عشر ربيعًا "
شعرت بالغرابه لكنه اكمل مُفسرا " لا زلت ابحث عن الأجوبه ، ارغب بتجربه الكثير من الاشياء ، افكر في الذكريات الماضيه، لا اعلم ماهي الطريقة الامثل للعيش,صحيح لقد تغيرت بعض من افكاري و توسع ادراكي للامور لكنني لازلت قطره في هذا البحر الشاسع"
"هل هذا يعني بان العمر ليس له اية اهميه ؟"
"انني لا اعلم ، انا لست قدوة يا دايزي ، تذكري هذا جيدا لا احد منا كذلك ، قد يتظاهر احدنا بالمعرفه و قد يملكها البعض الاخر بالفعل لكن لا احد منا يطمح بأن يكون مثال يُحتذى به ذلك لاننا في قرارة انفسنا لسنا سوى ارواح تائهه في خضم هذا الكون الفسيح "
اثرت السكوت و الاستماع الى صوت الموسيقى بينما اكمل تناول طبقي و عندما تنبه ارثر لذلك قال
" لليل ألف عيون"
تعجبت ملامحي مُبدية عدم فهمي لكنه فسر
" اسم المقطوعه الموسيقية"
أنت تقرأ
Next to you
ספרות נוערعرض عليّ جاك التوصيلة، في طريق العودة كان الصمت يعم الأرجاء بينما كانت سيلينا تغني برفقة تشارلي "لم نعد نتحدث بعد الآن... كما كنا نفعل سابقاً " هذهِ رواية من كتابتي تستند قصتها على أحداث واقعيه مع القليل من الإضافات الخياليه، اتمنى أن تنال إعجابكم ...