63

21 5 0
                                    

بعد انقضاء الحمى اخيرا وانتهاء الاظطراب الذي سببته طوال الايام الماضيه ، عادت الامور الى سابق عهدها اخيرا

لم ينتهي الحجر الصحي بعد ، لكن نوع من الطمأنينة عادت الى بعد عناء طويل ، الحمى التي كادت ان تؤدي بحياتي جلبت بعدها الادراك بأنني لست سوى جزء صغير من هذا الكون وانه حتى مع ذلك الا ان لوجودي اهمية ، لقد غمرت السعادة والدتي و شقيقتي لرؤيتي، كما ان الخوف الذي انتاب اصدقائي قد رحل و من ثم هنالك ارثر الذي اسفرت أحاديثي معه الى بناء علاقه بيننا غريبه لكنها مريحة و تكاد تكون عميقه. لم اتحدث مع احدهم في جميع امور حياتي كما فعلت مع ارثر ، لقد اخبرته عن جاك واخبرته عن حالات الحزن التي تنتابني بإستمرار وعن جميع افكاري و معتقداتي وفي خلال ذلك لم ينظر إلى ارثر بأي دونيه او استخفاف بل على النقيض تمامًا لقد شارك معي الكثير من حياته ، نحن مجرد شخصان لا يعرفنا بعضهما و هذا ما منحنا الحريه في الحديث في شتى الامور

"دايزي... اسرعي  "
كان صوت والدتي ينادي علي في غرفة المعيشه ، لقد كانت تحاول الاتصال بوالدي طوال الفتره الماضيه و يبدو انها نجحت في ذلك

في شاشة الهاتف الصغيره، كانت صورة والدي مشوشه و صوته كذلك

"مرحبا يا رفاق "

لوحت والدتي و بيثني وكذلك فعلت
"هل انت بخير ، تحدثت والدتي " بينما قالت بيثني" متى ستعود " و نطقت شفتاي بإرتعاش " لقد افتقدتك حقا"

كنا جميعنا مرتبكين لكن والدي حاول طمأنتنا
"انا بخير .. احصل على مقدار كافي من الطعام و النوم " شعرت بانه يحاول جاهدا الكذب لطمأنتنا لان شكله لم يكن يوحي بأي خير

"عزيزي متى ستعود ؟ "عاودت والدتي طرح السؤال

"على الرغم من انخفاض مستوى حالة الطوارئ تدريجيا، إلا أننا نشعر بأننا محاطون بعتمة قاتمة...لايزال الوضع صعب للغاية.. لكن لحسن الحظ لقد بدا الضغط يقل تدريجيا " قال والدي

اخذت والدتي تحدثه عن ما يحدث في المنزل وعن الهوايات الجديده التي اكتشفتها و حكت له بيثني بعض من مشكلاتها الوظيفيه بينما عرضت له بعض من رسوماتي التي رسمتها مؤخراً، و قررنا اننا لن نخبره عن اصابتي بالفايروس ، لم نرغب بإثارة قلقه أكثر

بعد الحديث لمدة ساعه انهى والدي المكالمه، و قرر ثلاثتنا أن نحّضر بعض المقرمشات الخفيفه وان نختم هذه الليلة بمشاهدة فيلم ما

Next to you حيث تعيش القصص. اكتشف الآن