76

0 0 0
                                    

لم تدرك دايزي كم احتاجت الى الحديث إلى ارثر الا عندما قضت مع الساعات الثلاث الماضية

نظر إليها متسائلا ً" اذا مالذي تفكرين فيه ؟"

كانت تلك المره الاولى التي تقضي فيها دايزي وقتها برفقة ارثر خارج غرفتها الخاصة ، صحيح لقد زارته في شقته في يوم من ايام الوباء القاتمة تلك، لكن الامر الان مختلف كلياً

كانت اضواء الشوارع الدافئة تحفهم من جميع الاتجاهات و نسائم الليل الرقيقه تداعب بشراتهم الرطبة نتيجة للمشي الذي استفذ قواهم، تحمل في يدها عبوة الماء النصف ممتلئة بينما يحمل ارثر اكياس البقاله.

لم تشعر دايزي بالتعب قط حتى مع تلك المسافه الكبيره التي قطعتها  بل كانت جرعة من الحماس والسعاده تغمرها.

لسبب ما كان الحديث مع ارثر وقضاء الوقت برفقته مُهدئ للاعصاب و باعث على الراحة، كان ككتف يمكنها الاستناد عليه.

و تسائلت للحظات كيف هو شعور ارثر؟، دائمًا ما ابدى اهتمامه بها وحرص على الاستماع الى تذمرها ومخاوفها.
حتى هذه اللحظة كان ارثر كما اعتاد ان يكون ، يسألها عن الافكار التي تعتريها ، مهتم بالتخفيف عنها وتهدئتها.

لكن ماذا عنه هو ؟
هل يمتلك ارثر مخاوف تشغل تفكيره باستمرار ؟
هل يشعر بالتردد وعدم اليقين في بعض الاحيان ؟

استطاعت دايزي تبين شخصيته بعض الشيء في الايام الماضية لذلك قالت مُجيبه

"افكر بك " مما جعل ارثر يتوقف للحظة مُلتفتاً اليها

"انا ؟" قال وهو يرمقها بنظرات مُتسائلة

"اقدر حرصك واهتمامك الدائم بي ، رغبتك في ارشادي و الاستماع الي افكاري ومُعتقداتي وتوجيهي إلى الطريق الصحيح ، لكن ماذا عنك انت ؟" اجابت وهي تربت على خصلات شعرها القصيره التي اصبحت ملتصقه بسبب التعرق

ابتسم ارثر وهو يرمقها

"ماذا عنك انت ؟.... مالذي تفكر فيه ؟"

"افكر في والدي " قال مما جعلني اجفل

صحيح من الطبيعي ان يمتلك ارثر اب و ام لكن ذلك لم يخطر على بالي سابقًا ، بدى ارثر كشخص قائم بذاته،
قوي و واثق وبالغ ، لكن حتى البالغين يمتلكون الآباء.

"لم تكن علاقتي بوالدي جيده لذلك اظن انني سأسعى إلى تحسينها ، بعد كل ما حدث مؤخراً ، قمت بمراجعة قراراتي التي اتخذتها"

توقف للحظات ثم اكمل " نعيش في صراع لإثبات انفسنا و الخروج والتحرر من القيود المفروضة علينا وفي خضم ذلك نحطم العديد من الاشياء و نتخلص من البعض ......صحيح انني لم أكن على وفاق قط مع والدي بل إنني كرهته حقًا في مرحلة ما ، لكنني اظن و بعد كل شي يظل هوالشخص الذي ساعد في جلبي إلى الحياة.....رابطة الدم أقوى وأعمق بكثير مما نتخيل, مهما كنت، يظل هو والدي و من الواجب ان احبه و أن يحبني وان لم يكن للحب مكان فالاحترام خير بديل "

ثم توقف للحظات أخرى و ظننت أنه انهى الحديث بذلك  فرحت أتأمل الطرقات و الأشخاص من حولي لكنه ختم قائلًا

"كما انني لا ارغب أن أعيش ما تبقى من حياتي برفقة شعور ثقيل من الندم"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 02 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Next to you حيث تعيش القصص. اكتشف الآن