54

61 5 0
                                    

يوجد لديك رسالة من " مرحبًا بنهاية العالم "

اماندا " لقد توفيت والدتي يا رفاق "
ماركوس " ياالهي هل انت بخير ؟"
جوليا "  ماذا!، كيف حدث ذلك ,هل اصيبت ؟ هل انت بخير؟ "

جاك "اسف لخسارتك "

اماندا " انها كبيره في السن و لطالما كانت متعبه، لقد اصيبت بكورونا قبل ثلاث اسابيع و تم اخذها و حجرها"

صُدمت جدا فور قرائتي لرساله اماندا ، صحيح ان والدتها كبيره في السن ,لكن لم يتخيل احدهم انها قد تموت، انها لطيفة و حنونه ولا تستحق ذلك !
كيف اصيبت ؟،هل الاعراض مؤلمه ؟، هل تعذبت قبل ان تموت ؟

إن الوباء الخبيث يختار ضحياه عشوائيًا ولا يبالي بأية شخص كبير كان ام صغير، ماذا عن والدي !، هل سيصاب هو أيضا ؟، انه بجوار المرضى طوال الوقت
هل سأفقده !، لكنني غير مستعده بعد لذلك

ارتعشت يداي و تكونت بعض الدموع في محجراي لكنني تمالكت اعصابي و كتبت

انت " ياالهي اماندا ، انا حقا آسفه لخسارتك " إذا احتجت لاي شي فقط اخبريني .. انا بجانبك"

ماركوس " اجل. تحدثي معنا ، بالتاكيد الامر صادم و مؤلم لك "

اماندا " لقد تأهبت دوماً لفقدانها لكنني لم اتخيل قط انني لن اكون بجوارها في لحظاتها الاخيره ، لقد استلقت هناك ، فوق اسرة المستشفى البارده و بجانب المرضى المُكدسين ، وحدها عانت، جسدها الهزيل لم يحتمل الأمر"

اماندا "انني حزينه حقًا، جسدي يرتجف و اشعر بالغضب، لكنني احاول تمالك اعصابي"

جوليا "عزيزتي اماندا ، ابكي ارجوك، و حرري ألمك، تالمني فلا يجب على احدهم ان يتماسك في هذه اللحظات القاسيه"

ماركوس " انه حقا لامر مروع ، اتمنى ان تكوني بخير  :("

جالك " اتمنى ان ترقد بسلام "

جوليا " ساحاول زيارتك غدا "

تركت الهاتف و رحت اجول الغرفه بجنون، لا ارى ما حوالي و حدها الافكار تهاجمني الواحده تلو الاخرى
اتخيل والدي، عيناه جاحظة، جسده القوي اصبح مرهق و  يستلقي فوق ملائات السرير البيضاء، تمتد يداه بعشوائية بجواره غير قادره على الحركة، تحاول الممرضه انعاشه اكثر من مره لكنه يذهب ، ينزلق من بين ايدينا بعيدًا و تدريجيًا يبتلعه الظلام. اغمض عيناي، لا يمكنني احتمال هذا

تخر قدماي و ابدأ في البكاء ، ادعو الله بانهزام و رجاء، لماذا يحدث كل هذا؟ ،انني غير مستعده بعد، لطالما كنت غير مهتمه لحديثه، لا القي لتفاصيل وجهه بالا،لا اُقدر وجوده المستمر بجواري، يرتفع صوت بكائي

تدخل بيثني هلعه الغرفه و تتبعها و الدتي ، يحاولون تهدأتي و فهم سبب بكائي، لكنني لا اتوقف بل تنهمر دموعي اكثر و اكثر

Next to you حيث تعيش القصص. اكتشف الآن