الفصل الرابع

6.8K 467 93
                                    

*
كاردان

"أين كنتِ؟" سألت فيرونيكا التي قررت أخيرا القدوم و الحديث معي.

"أجد محظية لك." أجابت ببساطة كما لو أن لم أرفض هذه الفكرة عدة مرات، رغم حب لشخصية فيرونيكا إلا أن عنادها أحيانا يزعجني.

"و من تعيسة الحظ التي وقعت عينك عليها؟" بدت متفاجئة من سؤال هذا و ربما اعتقدت أن سأضيع المزيد من وقت لأخبرها بمدى حب لها و كيف أن لا أستطيع النظر إلى فتاة غيرها لكن تكرار الكلام نفسه كثيرا يجعله يفقد قيمته.

"سأخبرك بهويتها حين توافق على عرض هذا.."ردها هذا لفت انتباهِ، من هي هذه الآنسة التي قد ترفض مركز محظية الملك؟و لماذا؟

"أخبريني بإسمها حتى لو رفضت." هذا جعل فيرونيكا تبتسم لكنها لم تقل أي شيء.

*
صوفيا

قررت العودة إلى المنزل قبل الجميع لهذا طلبت من أحد حرس القصر إيصال إلى بيت الجنرال و بما أن الرجل يعمل لدى والدي لم يستطيع رفض طلبِ.

استطعت الشعور بنظرات الجميع علي لذا أسرعت بركوب العربة و الإختباء من العالم و كل همومه على أمل أن تتلاشى كلها بعيدا.

فور دخول المنزل حتى هرعت خادمة مارغاريت تطمئن علي قائلتا:"سيدةِ لماذا عدت بمفردك! هل حصل لك شيء؟ "

"أنا بخير لا تقلقي، كل ما في الأمر أن تعبت و أردت الخلود إلى النوم." كذبت عليها ثم أرسلتها لتحضر لي كوبا من الشاي لعل هذه المهمة قد تلهيها عنِ لبضع دقائق.

كلمات فيرونيكا مازالت تطفو برأسي و نظرتها الأخيرة لي حين تركتني في الحديقة و اكتفت بقول:"فكري جيدا بالموضوع فمستقبلك على المحك." لم تفارق ذهني و لو للحظة.

أواصل إخبار نفسي أنها لا تستطيع إجبار على شيء لا رغبة لي بفعله لكن مع هذا هناك منطق لا يخفى في كلامها.

لو خيرت أي فتاة أخرى بين العيش في القصر كمحظية الملك أو المكوث في بيت أهلها بلا فائدة لما ترددت أيهن في القبول...

*
كاردان

" مولاي سأعود مع أسرة إلى المنزل الآن لو تسمح حضرتك."أعلن الجنرال كريس و خلفه تقف بنتيه،إحداهما تحمل طفلها النائم بين ذراعيها و الأخرى تتكلم مع أخيها في القانون بهدوء.

"أرى أن آخر العنقود ليست معكم." خرجت الجملة من فم دون تفكير ليصمت الجميع و يحدقون بي كما لو أن بسقت في وجه الجنرال و ربما مزاح هذا و حديث المتكرر عن ابنته الصغيرة يعد وقاحة منِ.

طليقة الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن