الفصل الثالث و العشرين

4K 306 72
                                    

*
كاردان

أسرعت برفقة الجنرال إلى القاعة حيث سمعنا صياح الحضور.

"هناك من أطلق الرصاص يا مولاي." شرح أحد الرجال لكن لا أستمع إليه الان، كل ما أراه هو فيرونيكا تقف وسط الحرس بجانب عمة.

"كاردان !" حملتها بين ذراعي بقوة قبل أن تفرقنا عمة بهستيريتها:" لقد كدنا أن نموت! كيف تسمح لشيء كهذا أن يحدث؟ نحن أمل المملكة الوحيد، دمائنا لا تقدر بثمن و من أطلق الرصاصة يعلم هذا و يريد أن يهددنا."

تجاهلت صياحها و حاولت البحث عن الجنرال كريس، الآن و قد فر أغلبية الحضور من هنا يمكنني العثور عليه بسهولة.

ها هو ذا يحضن بناته بقوة، رأيته مع أسرته تجعلني بالكاد أشفق عليه... فقط قليلا! مازلت أرغب بالحصول على أجوبة منه.

"المحظية الملكية لم ترضا اتباع أوامرنا يا مولاي." شرح الجندي حين سألته لما ليست صوفيا متواجدة هنا حيث يجب أن تكون.

"تصرفها هذا عرض الجميع إلى الخطر يا كاردان." قالت فيكي و قد وجدت ذراعيها عنق مجددا.

حاولت و بشدة أن أعذر تصرف صوفي لكن من الصعب فعل هذا حين يكون الجميع ضدها و لسبب وجيه.

*
صوفيا

"أبي العزيز خلت أن سأموت!" قالت جوليت متشبثة بوالدنا كغريق وجد حبل نجاته أخيرا، آمبر ما تزال تخفف عن ابنها هانس و تأكد له أنها هنا الآن.

"الملك يطلب حضورك يا صوفيا." أعلمني زوج أختي قبل توجهه  ليحضن آمبر.

نظرت إلى والدي لآخر مرة قبل أن أتوجه إلى حيث يقف كاردان برفقة أسرته، علي اخباره بأن أعلم مقترف هذا الفعل الشنيع، علي أن أحذره من مدى خطورة الوزير ماثيو...

"هل تعلمين عقوبة عصيان أوامر ملكية؟ " تجمدت في مكان أمام عيون كاردان الباردة، رغم علم أن صديق طفولة أصبح حاكما الآن إلا أنها المرة الأولى التي يشعرني فيها الملك بفارق السلطة بيننا.

"م.. مولاي يجب أن أخبرك بشيء مهم.." حاولت الحديث لكن بدأت بالتلعثم، كاردان يصرخ علي أمام الخدم، أهلي، فيكي و عمته!

ذكريات لحياة مع الدوق عادت الي كالصفعة، هو الآخر كان يقلل من شأني أمام الآخرين كلما أتيحت له الفرصة.

حاولت اقناع نفسي أن كاردان ليس مثل زوجي السابق لكن الشاب الذي يقف أمام يعميه الغضب و يرفض الانصات إلي.

طليقة الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن