الفصل الثامن عشر

4.1K 332 68
                                    

*
كاردان

أخذت يد زوجة و بدأنا الرقصة الأولى، كنا بمفردنا قي البداية نسبح في بحر من الحضور حتى إلتحق بنا البقية رويدا رويدا.

شاهدت كيف يتبادل الأشخاص الشركاء خلال الرقصة بسرعة فائقة لكن تمسكت بفيرونيكا حين كان يجدر بي الرقص مع الفتاة المقابلة لنا.

"ألن تتركني طيلة السهرة؟" سألت ملكةِ ممازحتا إياي.

"لا لكن أرغب بالتمسك بك لفترة أطول قليلا."أجبتها محاولا إبعادنا عن البقية قدر الإمكان لكن انتهى بنا المطاف مع شركاء مختلفين.

"مولاي يا إلهي مولاي مولاااااي!" صرخت الآنسة متمسكة بي كما كان ليفعل غريق بحبل النجاة، لا أعرف اسمها حتى لكن أخشى أن ترفض تغيير الشريك الآن و قد أتيحت لها الفرصة لترقص معي.

"مولاي يا إلهي أنا لوسي جافلي لا أصدق أن القدر جمعنا معا في هذه الليلة التعيسة التي سرقت مني فيها! مولاي مولاااااي لا تدعني أذهب مولاي!" صاحت لوسي حين أخذها الرجل التالي و انتقلت أنا لفتاة أخرى متمنيا قدر الإمكان أن تكون أقل جنونا من سابقتها.

و قد كانت كذلك لأنها صوفيا كريس.

*
صوفيا

حاولت التركيز على فريديرك الذي يرقص مع فيرونيكا بحميمية مبالغ فيها بدل كاردان، صحيح أن ذراعه على خصري و يدي حول عنقه لكن هذا طبيعي تماما... رقصة يقوم بها الجميع هنا و لا داعي للتوتر بتاتا.

كان هذا ليحصل لو لم يبدأ صديق طفولة بالكلام:"سعيد بأنك شريكة تلك اللوسي أرعبتني."

"لديك شعبية كبيرة يا مولاي يجب عليك أن تعذر هكذا تصرف، المسكينة ربما حلم حياتها كان لقائك و أنت لا تدري!" لا أعلم لما أدافع عن تصرف الآنسة جالفي ربما لأن الجميع قاموا بالسخرية منها حين صرخت مولاي بأعلى صوتها.

"نعم أذكر أنك كنت معجبة بي كذلك في شبابك و اعترفت لي بمشاعرك ثم تزوجت بعدها بسرعة البرق." أفزعني كلامه و السهولة التي قال بها كل هذا، هو لا يعلم كيف جرحني رفضه لي، كيف قبلت عرض توماس بالزواج و أنا لا أعرفه جيدا بعد، كيف قضيت سنتين من عمري أعاني في بلد غريب بسبب قرار اتخذته في حالة غضب...

"أظن أن الحب الأول لا يموت أبدا، قد يتحول إلى بغض أو يبقى كإعجاب قوي لكنه لا ينتهي! مهما حاولت نسيان هذا الشخص سيستمر في أخذ حيز كبير من تفكيرك." تدفقت الكلمات مني و لم أحاول إيقافها هذه المرة،أريد أن أكون صريحة مع كاردان كما كنت في صغري كتابا مفتوحا يحفظ هو كل أسراري.

طليقة الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن