طليقة الدوق

الفصل الرابع عشر

*
كاردان

رقص الفالس كحكم مملكة! يحتاج إلى شخصين متناغمين لضمان عرض مبهر،الآن بينما أقف في فراغ قاعة الحفلات الضخمة و بجانبي فيرونيكا أشعر أن حققت هذا و أكثر...

حركاتنا متناسقة و نبضات قلبنا متزامنة مع بعضنا البعض، ذراعيها ملتفتين حول عنقِ بينما وجدت يدي خصرها في وسط الموسيقى.

"يا لكما من ثنائي جميل!" علق فريدريك مصفقا بحرارة، كانت الرقصة فكرته فبعد عشاء مبهر تبادلنا فيه أطراف الحديث أخبرني عن عادات أسرة موني و انتهى الأمر بنا نتحرك على أنغام أغنية تقليدية لديهم.

"شكرا لك." أجبته مقربا عزيزتي إلي، العمة كاميليا و التي أبقت فمها مغلقا طيلة السهرة بدت منزعجة من وجود فريدريك هنا لكن أحترمها لإبقاء رأيها لنفسها.

"ما رأيكم ببعض التحلية في الحديقة يا مولاي؟" اقترح نورو.

"تبدو فكرة جيدة." أجبته مقبلا خد فيرونيكا.

*
صوفيا

النجوم جميلة للغاية الليلة...أنا في إحدى شرف القصر أجرب هواية جديدة نصحتني بها أختي جوليت لكن حتى الآن محاولة توقع المستقبل من خلال التحديق بالنجوم يبدو مستحيلا بالنسبة لي.

"عندما تتجمع عشرين نجمة بهذا الشكل هذا يعني أن العرش في خطر." إلتفت في دهشة لأجد خيال رجل خلفِ، لا يمكنني رأيته جيدا في هذه العتمة لكن متأكدة أنه ليس جنديا أو خادما هنا لو كان كذلك لما تجرأ على التحدث معي دون الإستئذان.

"ما أدراك أنت؟" هذا ليس أهم سؤال يجدر بي طرحه على غريب تطفل علي في منتصف الليل لكن الكلمات خرجت من فمي تلقائيا.

"أنا خبير في هذه الأمور." أجاب الرجل بثقة و قد سمح لنفسه بالاقتراب أكثر مني، من هذه المسافة يمكنني ملاحظة ثيابه الفخمة و كذلك مظهره...الحسن.

"خبير في قراءة النجوم؟" سألته ليكشر على أسنانه ناصعة البياض قبل أن يجيبني :"نوعا ما."

لا أعرف كيف حدث هذا لكن خلال محادثة هذه تمكن هذا الشخص الغامض من ترك فقط خمس سنتيمترات بيننا.

*
كاردان

بعض الوجبة الشهية في الهواء الطلق تحت عتمة الليل و برفقة البدر انصرف الجميع إلى غرفهم، أنا برفقة فيرونيكا طبعا.

"ألن تنام؟" قالت خطيبة، لاشك أن المسكينة منزعجة من عمل المتأخر لكن زيارة قريبها فريدريك (و الذي كانت صحبته مسلية أكثر مما تصورت) شغلتني عن أعمال كثيرة.