طليقة الدوق

الفصل الثالث

*
صوفيا

أخذتني فيكتوريا إلى جزء مظلم من حديقة القصر حيث تكلمنا قليلا عن مواضيع عدة منها طلاقِ.

"ماذا ستفعلين الآن؟" سألت فيكي و هي تحدق بالنجوم العالية في السماء،اعتدنا على التجمع هنا أنا، فيرونيكا و بقية فتيات البلاط... لكن كل هذا من الماضي الآن.

"سأعيش على مدخرات والدي، ربما سأعمل مثل أختي آمبر رغم أن لست شغوفة بالتدريس." أجبتها بدون تفكير.

"يمكنك الزواج مجددا لو أردت ذلك، أنت لاتزالين في ريعان شبابك كما أنك ابنة الجنرال و مكانتك الاجتماعية بالإضافة إلى جمالك ستجعل أي رجل نبيل يتمناك كزوجة له." قالت فيرونيكا بإبتسامة عريضة،أعلم أن كلامها ليس مجرد مجاملات لا قيمة لها فهي ليست من النوع الذي يتفوه بالترهات لإرضاء الناس لكن لا رغبة لي في الزواج مجددا،ليس بعد ما عشته مع الدوق.

"سأفكر بالأمر." كذبت.

*
كاردان

أكره الحفلات لعدة أسباب من بينها ضرورة تحاورِ مع حثالة المجتمع مثل الوزير نيكولاس الآن.

"مولاي كما شكوت لوالدك قبل وفاته زوجة حاولت اغتيال بعد أن خنتها والآن أريد أخذ ثأري منها."شرح الرجل دون حياء و الأسوء أنه حقا يتوقع من أن أنفذ له طلبه هذا.

"السياسي الجيد لا يدع الإنتقام يسيطر عليه، أنت رجل حكيم و أنا أثق أنك لن تعرض مركزك في مجلس إلي الخطر من أجل مشاكل عائلية." التحذير في كلام هذا واضح وضوح الشمس: لو لم يصمت سيطرد بكل بساطة.

" بالطبع بالطبع كلامك صحيح يا مولاي!" أجاب نيكولاس و قد بدأ يتصبب عرقا.

لم يقل أحدنا أي شيء لفترة استمتعت فيها بصمت جميل لكن دوام الحال من المحال و سرعان ما غير الوزير موضوع الحوار من مشاكله الزوجية إلى حياة الشخصية:"إذن هل ستصبح الليدي فيرونيكا ملكتنا الجديدة؟"

لاشك أن هذا السافل قد لاحظ غياب فيرونيكا التي تبخرت من القاعة تماما مثل صوفيا و ها هو ذا يفتح موضوعا لا شأن له به.

"و من غيرها سيحصل على هذا الشرف؟" أجبته بإنزعاج،يا لهذه اللية الطويلة...

*
صوفيا

"إذن هل يجب علي أن أناديك بمولاتي الملكة حين يتزوجك كاردان؟ " سألتها مدعيتا المزاح رغم أن الفضول يقتلني لمعرفة سرها، كيف جعلت فيرونيكا الأمير البارد يغرم بها لهذه الدرجة...