طليقة الدوق

الفصل الخامس عشر

*
كاردان

كان والدي يقضي كل ليلة مع امرأة جديدة في محاولة فاشلة منه لينسى المرأة الوحيدة التي أحبها.أليس من السخافة أن الأنثى الوحيدة التي سرقت قلبه هي التي قتلها في النهاية؟

حين التقت أمي بهذا المتوحش كانت صغيرة جدا،بريئة جدا و ضعيفة جدا....لا عجب أنهم افترسوها بسهولة، كانت تتعرض للتنمر من قبل الجميع:المحظيات الملكيات، الخدم و حتى عمة كاميليا لم تطق الاهتمام المبالغ فيه الذي قدمه الملك لوالدتي.

لم يفهم أحدهم ما الذي جعلها مميزة عن البقية، لم تكن جميلة للغاية بل لو قارناها ببقية نساء البلاط ستكون الأخيرة حسب معايير الجمال و لم تكن ذكية أو مثقفة كالآنسات النبيلات الذين يتمنون الزواج بالحاكم مع هذا تم اختيارها من قبله و سرقت قلبه و عقله، أخذت كل شيء منه ما عدا رحمته.

"أريد منك أن تكون قويا مثل والدك حسنا؟ عدني أنك لن تسمح لهم بأن يخطو فوقك... عدني !" لم أكن أعلم وقتها أن هذه كانت طريقتها في قول وداعا، كنت مجرد طفل في السادسة من عمري غير مدرك أن أمه ستعدم بتهمة الخيانة.

"أعدك." أجبتها حينها و يدي ترتعشان خوفا، كانت أول و آخر مرة آخاف من أمي و ليس عليها.

تم إعدامها شنقا أمام حشد وافد من الناس بتهمة النوم مع حارسها الشخصي، تهمة نكرتها تماما و أقسمت أنها حيلة ملفقة للإيقاع بها..

لا يهم لو كان جرمها كذبة أو حقيقة! كان بإمكان والدي أن يغفر عنها و يضع بعين الاعتبار مكانتها كزوجته و أم لإبنه الوحيد لكن غيرته و كبريائه بالإضافة إلى تحريض الآخرين تسببوا في موت أمي.

لم أسامحه طول عمري على ما فعله و هل هذا شيء يغفر؟ لكن رغم حقد الشديد تجاهه اتبعت نصيحة أمي الأخيرة لي و كنت ابن أبي المطيع الذي يقف في الخلفية بصمت دون ذكر اسم والدته الخائنة.

العديد من النساء استغللن الفرصة بعد وفاة الملكة لينقضوا على أبي و يدخلوا سريره أملا أن يوصلهم هذا إلى الجلوس بجانبه على العرش، أعجز عن عد كم من مرأة حاولت الحمل بطفل من الملك و عجزت في هذا مما جعل إشاعات كون الحاكم عقيما تنتشر في أرجاء المملكة.

كل شيء منطقي قالوا الملك لا يمكنه الإنجاب و أنا تحولت في نظرهم من أمير إلى ثمرة خيانة تلك العاهرة مع رجل آخر...

لا أعلم لما لم يلتف أو يعر ذلك الحقير لهذه الإدعائات أي اهتمام، ربما خوفه من خسارة الوريث الوحيد لمملكته أجبره على الصمت أو ربما هو يعلم أن أمي مستحيل أن تخونه من بداية المطاف و شخصيا لا أعرف أي عذر هو الأسوء.