الفصل الثالث عشر

4.6K 335 57
                                    

*
صوفيا

لم أتكلم مع فيرونيكا في طريق العودة و هي الأخرى لم تحاول فتح محادثة معي،هكذا بقينا نتجاهل وجود بعضنا البعض حتى وصلنا إلى القصر.

هي انصرفت إلى الجناح الملكي بينما عدت إلى غرفة المحظية حيث كانت خادمة بإنتظاري.

"لقد خفنا عليكي كثيرا يا سيدة!" قالت مارغاريت حين استقبلتني أمام الباب، في البداية استغربت من إستعمالها لصيغة الجمع حتى لاحظت السيدة كارمن جالسة في مكانها المعتاد.

حتى لو تهت في غابة و نمت فيها الليل بطوله هذا لن يمنع هذه المرأة من مواصلة تعليمها لي أصول القصر، لو كانت هذه الحادثة قد أوضحت لي شيئا هو ضرورة إنجاب خلفاء لهذه المملكة.

لا أستطيع تخيل ماذا كان ليحل بالشعب لو مسَ كاردان مكروه. ...فقط فكرة أن يتأذى مخيفة كفاية و لا يجب أن أزيد عليها هموما أخرى.

"مرحبا بعودتك سيدة كريس اليوم حضرت لكي درسا مهما حول تاريخ المحظيات الملكيات عبر التاريخ." أعلنت الأستاذة كارمن بنبرة جدية لا تسمح المجال للنقاش، لهذا جلست في مقعد المعتاد و تابعت دروس كما لو أن شيئا لم يحدث.

هذا ما يميز العيش في القصر، مهما حدث الحياة ستستمر من حولك لأنك مجرد قطعة واحدة ضمن رقعة شطرنج كبيرة.

*
كاردان

توقعت من عمة كاميليا أن تبدأ بتعتيبها لي فور وصول إلى المنزل كما لو أن طفل صغير لكن فوجئت بعناقها لي قبل كل شيء.

كان حضنها باردا و غريبا، ربما هكذا كان سيكون حضن والدي لو عانقني في حياته لكنه لم يفعل.

لاحظت العبرات في عينها حين فصلت العناق لكن اخترت تجاهلهم فلا خبرة أو رغبة لدي في مواساتها.

لاشك أنها لاحظة عدم راحة لأنها سرعان ما عادت توبخني من جديد:"ستصيبني بجلطة يوما ما! مغفل كوالدك."

يمكنني التعامل مع هذا.

بعد هذه الحادثة أصر نورو و جميع مجلس الوزراء أن يسارعوا في تجهيزات زفاف مع فيرونيكا، بالطبع خطيبة لم تسهل عمل الجميع بكثرة طلباتها من رغبتها في أن تحظى بعرس في الهواء الطلق إلى إصرارها على عدم دعوة سوى فرد واحد من أسرتها.

"إنك تدللها كثيرا! لما يجب أن نخضع لطلبات هذه المدللة؟" إنفجرت عمة كاميليا و بالنسبة لإمرأة قضت السنوات الأخيرة من حياتها في المنفى هي حقا لا تحاول كسب مودة الحاكم... ربما لكون أنا هو من يجلس على العرش و في نظرها سأظل دائما ذلك الطفل المرعوب من أبيه.

طليقة الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن