الفصل التاسع عشر

4.2K 284 7
                                    

*
فيرونيكا في سن الحادية عشرة

"استيقظِ آنسة موني!" صرخت سالي للمرة العاشرة منذ الصباح لكن ما باليد حيلة جسدي يرفض طاعةِ، هذا ما يحصل حين أقضي الليل بطوله في السقف مع فريدريك نحدق في السماء و نجومها.

"رجاءا دعيني أرتاح فقط لخمس دقائق..." توسلت لكن مربية ترفض إظهار بعض الرحمة معي اليوم:"قلت هذا من ربع ساعة، هيا إنهض قبل أن ترسل الجدة في طلبك!"

شعرت بيد تجذبني خارج الفراش و نحو الأرض،يالها من طريقة لبدأ النهار.

"لماذا كل هذا العنف!" وبخت سالي التي بدأت تغسل وجهي و تغير ثيابي بسرعة البرق.

"اليوم ليس اليوم الذي قد يغفر فيه تأخرك و تعلمين هذا جيدا!" معها حق في هذا، توقفت عن الإعتراض و سمحت لها بتحضيري قبل أن نغادر غرفة ركضا نحو صالة الفطور.

توقفت سالي عند الباب مع بقية الخدم بينما دخلت بخطوات سريعة إلى الداخل.

"أين كنتِ؟" دوى سؤال الجدة في القاعة متسببا في إخراس كل المحادثات الجانبية التي كانت تجول بين أفراد الأسرة، لاحظت نظرات فريدريك الحادة نحوي و رغم أنه جالس وسط والده و والدته ( عمي و عمة) إلا أن أعلم أنه سيقفز لحماية في أي لحظة لو تطلب الأمر.

"آسفة على التأخير لم أستيقظ باكرا..." إعتذرت و رأسي مرفوع مما جعلها تغضب أكثر، شاهدت يدها تتوجه لحمل تلك العصى اللعينة و يبدو أن فريدريك لاحظ هذا لأنه نهض بسرعة متجاهلا إعتراض والديه.

"أمي لو سمحتي ليس اليوم." سمعت والدي يقول من مقعده بتعصب، من لا يعرفه شخصيا قد يظن أن غضبه هذا موجه نحو الجدة لكنه في الحقيقي كله يتدفق نحوي.

تردد الجدة للحظات كان كافيا لأخذ مكانِ على الطاولة بجانب والدي و أختفي عن أنظارها،في النهاية هذا ما أفعله منذ ولادة الاختفاء في الخلفية كما يريدني الجميع أن أفعل.

بدأ الجميع بالأكل بعد أن أخذت الجدة لقمتها الأولى لكن لا رغبة لي في تناول الطعام الآن ليس بعد كل الخبز و الجبن الذي أكلته ليلة أمس مع فريدريك في السقف.

"لما لا تأكلين فيرونيكا؟ أنت نحيفة للغاية يا فتاة، ستمرضين على هذه الحال!" أخبرتني عمة بإنزعاج، حاولت الابتسام من باب الأدب لكن عجزت عن هذا.

والدة فريدريك حاولت لعب دور أمي لسنوات الآن لكن قابلتها برفض تام لأسباب عدة من بينها عدم حاجة لأم من الأساس و ثانيا لمعرفة أن مشاعرها هذه نابعة عن إحساس عميق بالشفقة نحوي و أنا لا أحتاج شفقة أحدهم.

طليقة الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن