الفصل الخامس و الأربعين و الأخير

5.3K 266 75
                                    

*
صوفيا

"ما الذي ستفعلينه الآن؟" سألت آمبر و هي جالسة تداعب خصلات شعري.قضينا الأمسية في غرفة جوليت لكنها غطت في نوم عميق قبل قليل.

"أخبريني ما الذي يجدر بي فعله يا أختي؟" طلبت منها و لأول مرة في حياتي النصيحة، يبدو أنها صدمت من فعلتي لأنها أخذت بضع لحظات قبل أن تقول:"كاردان شاب صالح و أنا متأكدة أنه يحبك للغاية لكن بعد كل ما حصل ليس في صالح أي منكما البقاء مع الاخر.بعد اكتشاف قرابته لنا سيستحيل عليك الهروب منه يا أختي،كفاك هربا واجهيه و أنهي الأمر"

حل صمت طويل لم تقل إحدانا فيه و لا كلمة، كلام آمبر صحيح لكن هذا لا يجعله أقل ألما. كنت أعلم أنها ستقول ما يجدر بي سماعه لا ما أردت بشدة منها قوله و رغم ذلك لا أستطيع تقبل ما سيعني هذا.

لا أستطيع تخيل حياة حيث لا أحب فيها كاردان و بجنون.

"ستتعقد الأمور بعد إعدام فريدريك أيضا، من المستحسن أن تنهي كل شيء كي تخرجي من هذه الشبكة اللعينة." ها هي دي آمبر التي أعرفها عادت لتوبخني لكن أدرك الان أن ما تقوله لمصلحتي.

شبكة لعينة...فريدريك الذي وثقت به و صادقته، الذي تقرب مني و من أسرة فقط ليغدر بي و بالجميع سيلقى حتفه و أنا مستعدة لنسيانه و فتح صفحة جديدة في حياتي.

*
كاردان

قرأت رسالة الملكة جينيت العاشرة حيث اعتذرت عن هروب صوفي و عبرت عن مدى سعادتها بعودة محظية سالمة إلى المنزل. لا يمكنني القول أن العلاقة بين بلدينا مثالية لكن لن تحصل حرب قريبا.

"مولاي عليك بالراحة الآن." أخبرني نورو بحنيته المعتادة، الساعة الخامسة ربما السادسة صباحا و أنا مغمس في العمل كما لو أنه اليوم الأخير لي كملك.

من السهل الإنعزال في هذا المكان و نسيان كل ما يقع على عاتق في الخارج، فيكي تتصرف بغرابة رغم أن اعدام قريبها بعد أيام و صوفيا في منزلها لم يسمع عنها خبر منذ اكتشفت أن والدها يكون خالي، حتى عمة كاميليا تقضي وقتها كله في غرفتها هي التي كانت تحوم حولي أينما ذهبت.

"هل كان رجلا صالحا برأيك؟" سألت نورو أو نفسي لكن نورو موجود هنا فبالطبع سيسمع ما قلته.

"من تقصد بكلامك يا مولاي؟" هذه المرة الأولى التي يرد علي رئيس الخدم بسؤال و ليس جوابا واضحا و صحيحا.

"والدي الحقيقي أيا كان." من يدري ما هية عمله ربما كان متسولا أو وزيرا، ربما كان خادما او طباخا. لو كنت أملك خيطا واحدا فقط خيط واحد يوجهني نحوه.... ربما وقتها سأشعر بنوع من السكينة.

طليقة الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن