الفصل السابع و العشرين

4K 290 52
                                    

*
كاردان

رغم إصرار على حمل صوفي النائمة إلى غرفتها إلا أن والدها هو من قام بذلك تاركني بمفردي لأجيب على أسئلة ابنتيه و عمة التي تحفر أنفها في كل شيء.

"فاقدة للذاكرة؟ ماذا قد نفعل بمحظية تعتقد أنها متزوجة كما لو أنك أحضرت دجاجة ترفض أن تبيض لأنها تتخيل نفسها ديكا!" قررت الحفاظ على ما تبقى لي من عقل بعدم الرد على كلام الأميرة كاميليا.

"أختي العزيزة لماذا تستمر الحياة بمعاقبة شخص طيب مثلها هكذا!" تسائلت جولييت بغضب، كنت لأخفف عنها لكن آمبر تقوم بعمل أفضل مني:" تفائلي من أجلها لو سمحتي، علينا رعاية شقيقتنا في هذا الوضع الذي هي فيه اتفقنا؟"

"لا يمكنني تحمل مشاهدتها تتحدث عن ذلك الدوق المتوحش! عليها أن تتذكر حقيقته البشعة..." لم يفاجئني رفع الآنسة كريس لصوتها بل كلامها عن زوج أختها السابق بهذه الصورة السيئة.

"لماذا ما الذي فعله الدوق توماس؟ " سألت على أمل أن تجيب إحداهما، و بالفعل فعلت جولييت رغم نظرات آمبر الحارقة نحوها.

"ذلك المجنون كان يضرب صوفيا و يحرق رسائلنا لها كما أنه أهانها و جعل السنتين التي قضتهما معه جحيما يا مولاي!" أغلقت قبضة بإحكام بينما أستمع إليها تروي حياة صديقة بعد زواجها، لما لم تقل شيئا؟ لما لم تهرب أبكر بكثير؟ لما فضلت العيش في ذلك الإضطهاد على أن تعود إلى موطنها؟

كلها أسئلة تحوم في رأسي و الشخص الوحيد القادر على الإجابة عليهم لا يتذكر أي شيء من هذه الوقائع.

"نورو!" ناديت على رئيس خدم ليدخل القاعة مسرعا :"في خدمة مولاي."

"أرسل عشرة رجال من أمهر حراسنا ليحضروا الدوق توماس من منزله." أمرت ليسأل خادمِ:" عذرا فخامتك تريده حيا أو ميتا؟"

"حيا حتى الآن." أجبت ثم استدرت إلى الآنستي كريس:" يمكنكما البقاء هنا قدر ما تشائان، سيدة آمبر أفهم أن لديك طفلا صحيح؟"

"نعم هانس هو لا يبلغ سوى خمس سنوات جلالتك." ردت موضحتا عمر صغيرها.

"لو شئتي أحضريه و زوجك إلى هنا فالقصر لا يخلو من الغرف الفارغة." أخبرتها لتسرع بشكري،لا أظنها لاحظت نظرات عمة المستاءة أو ربما فعلت و اختارت ألا تعيرها أي اهتمام مثلما فعلت أنا.

*
فيرونيكا

لا أصدق بالتناسخ! عودة المرء للحياة مجددا كي يتجسد في بدن إنسان آخر هي فكرة سخيفة.

طليقة الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن