الفصل الرابع والأربعين

3.4K 245 16
                                    

*
صوفيا

توقفت العربة أمام منزل والدي و أسرعت بالنزول منها دون الالتفات خلفي.أعرف أن لم و لن أستطيع نسيان توماس مهما حصل، لقد ترك أثرا لا ينسى في حياتي و ربما فعلت المثل معه لكن لصالح كلينا يجدر بنا الابتعاد عن بعضنا.

"الوداع." همست قبل أن أركض و أطرق الباب في أمل أن يفتح أحد الخدم علي و لا يتركني في هذا المطر.

في لحظات ظهرت مرافقة مارغاريت، لم تقل إحدانا و لا كلمة حتى حضنتني خادمة بقوة و أسرعت بإرشادي إلى غرفة القديمة في المنزل.

"سيدتي اه سيدتي المسكينة." سمعتها تكرر و هي تجفف شعري.

لم تمر خمس دقائق على وصولي حتى اقتحمت آمبر المكان في هلع، قامت بتفقدي بنظرة واحدة قبل أن تضمني إليها هي الأخرى.

"قالوا أنك هربتِ و بابا ذهب ليبحث عنكي و اه! لو حدث لكي أي مكروه كنت قتلت كاردان." فوجئت من تصريح أختي الجريء و رفعت رأسي لأنطر إليها، تبدو أنها كبرت خمس سنوات في غيابي و ربما أنا السبب في تعبها هذا.

"أنا هنا الان." أخبرتها رغم أن لا أصدق تواجدي معها. روحي ما تزال في راديان حيث تركني كاردان....

أردت معرفة كل شيء! ماذا فعل صديق طفولة بزوجته بعد أن أخبرته جرائمها في حقي؟ ماذا حل بفريديرك؟ أين جينيت مرت نصف ساعة.. ألم تسمع بعودة بعد؟

لا أعلم ما كنت أتوقع أن يكون جواب آمبر على أسئلة العديدة أي شيء غير ما قالته للتو.

*
كاردان

تمنيت لو أن خبر عودة صوفي وصلني قبل أن أكتب رسالة كارثية للمملكة العدو لكن أهم شيء أنها سالمة و في منزل والدها.

"ألن تحضرها؟" وبخت عمة كاميليا، بعد سجن فيكي لها أظنها صارت تفضل صوفيا فلا أرى سببا مقتعا لرغبتها الشديدة في عودة صديقة طفولة إلينا.

"هي غاضبة مني و لا أظنها سترغب برؤية حاليا." أجبتها بهدوء، أظن أن هذه المناقشة هي الوحيدة التي لم يصرخ أحدنا فيها.

"صدقني لو لم تذهب إليها لن ترغب برؤيتك لمدى الحياة." نصحت عمة، هل يمكنني إعتبارها كذلك؟ في النهاية لست ابن أخيها كما أنها كرهت أمي حتى آخر رمق.... مع هذا جزء مني يرغب بالتمسك بها، بشعور العائلة.

كما لو أنها قرأت أفكاري ضمتني إليها، قربها صدم كلينا لكن لم يبتعد أحدنا.

"سواء كانت دماء أخي تجري في عروقك أو معتوه اخر ستظل الطفل الوحيد الذي أحببته علما أن أكره هذه المخلوقات." أكدت لي و ربما ليالي السهر التي قضيتها ابحث عن صوفي جعلتني اتوهم العبرات التي في عيني عمة.

طليقة الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن