الفصل الأربعون

3.2K 246 33
                                    

*
صوفيا

حين فتحت عيني في صباح اليوم التالي كان كاران قد رحل،بحثت عنه في قاعة الفطور و حتى أن سألت الخدم لكن لم يجبني أي أحد.

"لقد غادر ليلا." وصلني صوت الوزير الأول من الخلف كاللسعة. كاذب مستحيل أن يتركني كاردان هنا و يرحل! صديق طفولة لن يفعل شيئا بهذه القسوة.... لكن ربما الملك الجديد قادر على ذلك.

فيما يفكر؟ هل يعتقد أنه سيخرسني بإبقاء هنا تحت رعاية الملكة جينيت؟ هل يظن و لو للحظة أن سأترك أسرة و أصدقاء كي أضمن أن لا يصيب فيكي و قريبها المجرم أي ضرر بعد محاولتهما قتلي؟!

"أخيرا اعتقدت أنك ملاك غير قادر على الغضب أو الكره." علق السيد مالوفر بخبث، ماذا يريد مني هذا الوغد، ألا يكفي ما فعله بي و بكاردان بدون سبب؟

"سأغادر على الفور جهزوا لي عربة لو سمحتم." طلبت بأدب محاولة تماسك أعصابي.

"صوفيا صوفيا صوفيا أخشى أن هذا مستحيل، الملك كاردان تعاهد مع جينيت لكي تبقيكي هنا،  يبدو أنك سوف تظلين معنا حتى يقرر هو إسترجاعك." تجمدت في مكان كالصنم عاجزة عن فعل أو قول شيء، بعد مدة تلاشت مشاعر الصدمة ليحل مكانها بركان غضب نحو كاردان و كل سكان هذا القصر لكن في النهاية أخمد فيضان الحزن هذه العواطف كلها.

لم يتغير أي شيء منذ إنفصال عن الدوق... ما زلت غير قادرة على اتخاذ القرارات بنفسي و ها هو صديق قد رمان عند أشخاص غرباء!

"أنا لست عبدة ليرميني هنا! أنا إبنة،أخت و خالة و لن أقبل أن يتم حبسي معكم لا من قبلك أو من قبل كاردان." أعرف أن كل ما أقوله الان كذب في كذب، فكاردان ملك علي و لو أراد تركي في الجحيم لن أستطيع قول شيء.

*
كاردان

"لما لم تغادر بعد؟" سألتني الملكة جينيت، أنا جالس في مكتبها أحاول و بشدة إقناع نفسي أن هذا هو القرار الصحيح لحماية صديقة من ما سيحصل عند عودة إلى الوطن.

"أحتاج بعض الوقت." أجبتها بصوت شبه مسموع، لا أعلم لما انتابتني الحاجة للهمس كما لو أن صوفي قد تظهر في أي لحظة.

لن أمانع لو تجدني و تتمسك بي قبل أن أرحل، ما هذا الذي أقوله الان! لا يجدر بي التفكير بأنانية...

مهما كنت أرغب ببقائها بجانبي إلا أن قربها مني لم و لن يجلب لها سوى المشاكل،سأرسل عائلتها إلى هنا بطريقة ما فأنا على يقين أنها غير قادرة أن تعيش بدونهم.

طليقة الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن