الفصل الأول

14.9K 608 326
                                    

*
صوفيا

توقفت العربة أمام منزل طفولة العزيز و توقف معها جسد عن الحراك.

"سيدة لقد وصلنا...." صرحت خادمة مارغاريت و علامات القلق مرسومة على وجهها هي الأخرى.

أمسكت بمقبض الباب قبل أن استسلم للواقع و أفتح العربة سامحتا لضوء الشمس أن يداعب بشرة.

ها هي ذي حديقة منزل الجميلة ترحب بي بعد فراق طويل، لم يتغير أي شيء في بيت الحبيب كما لو أن عدت من نزهة قصيرة لا فراقا دام سنتين.

لقد خرجت من هذا المنزل كعروس تعيسة و ها أنا ذا عدت إليه كمطلقة سعيدة...

"صوفي! عزيزتي صوفي." صوت أختي الكبيرة جوليت أخرجني من أحلام يقظة بينما قام حضنها القوي بتكسير عظامي.

"أنت هنا أخيرا!" قالت في ذهول كما لو أنها لا تصدق أن موجودة أمامها بشحم و لحم، لا ألومها أنا الأخرى أكاد لا أصدق هذا.

حين تزوجت من توماس و انتقلت للعيش في الجهة الأخرى من الكرة الأرضية بعيدا عن أسرة و أصدقاء كانت جوليت تكتب إلي رسالة كل يوم تخبرني فيها بأحوال الجميع لكن زوجي الحقير كان يتخلص من برقياتها جميعا دون علم.

كشفته بالصدفة في إحدى ليالي ديسمبر القارص يحرق رسالة أختي ببرود!حينها علمت أنه يجدر بي الفرار منه، من بطشه، من إهاناته، من ضربه...

"أنا هنا بالفعل." أجبتها بإبتسامة عريضة،كان يجدر بي العودة إلى هنا منذ أول لحظة وقع فيها قناع توماس ليكشف الوحش الذي تزوجته لكن كنت خائفة من كلمات الناس الحادة و نظراتهم الوقحة، كنت خائفة من لقب الطليقة و ما سيجلبه لأسرة من عار لكن كل هذا لم يعد له قيمة فما ذقته في منزل الدوق طول السنتين الماضيتين يستحق التضحية و المخاطرة بكل هذا و أكثر.

*
كاردان

نظرت إلى جثة والدي بمزيج من الراحة و الرهبة كما لو أنه سينهض في أي لحظة ليعاقبني على سعادة هذه....

"ألن تبكي؟" تسائلت حبيبة فيرونيكا و هي تقف بجانب،إنها لا تحاول حتى إخفاء ابتسامتها الكبيرة فمن اليوم فصاعدا ستصبح هي الآمرة الناهية في القصر من بعدِ.

"لما قد أهدر دموع على حثالة مثله؟"أجبتها بحدة على أمل أن تتركني بمفردي لأرتاح لكن بالطبع لم تفعل و ربما لهذا السبب أنا مغرم بها.

"عزيزي قصدت أن تبكي على نفسك." وضحت فيرونيكا بنبرة حنونة مع رشة من السخرية:"من اليوم فصاعدا أنت هو ملك راديان الجديد...إبكي ما دمت تملك القدرة على ذلك،أضمن لك أن هذا لن يدوم."

طليقة الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن