طليقة الدوق

الفصل عشرين

*
كاردان

وقفت أشاهد فيرونيكا تنحني لتقبل الأطفال بإبتسامة عريضة على شفتيها.هذه أول زيارة رسمية لها كملكة إلى منزل الأيتام لذا هي موضع إهتمام الجميع.

"أنا بيتي و عندما أكبر أريد أن أصبح ملكة مثلك! ماذا علي فعله لأحقق ذلك؟" سألت طفلة ذو شعر أحمر قصير، توقعت من زوجة أن تضحك أو تمازح الصغيرة لكنها أجابت عليها بكل جدية:"تزوجي ملكا."

حاولت مواصلة الإبتسام رغم الشعور الغريب الذي اشتاح معدة، لا يجدر بالملكة أن تعلم الفتيات الصغيرات الاعتماد على رجل كي ينجحن في حياتهن كما لا يجدر بها أن تمنحهن آمالا كاذبة...

تخيلت ماذا كانت لتفعل أمي، عمة كاميليا و حتى صوفيا كانت لتتصرف بشكل أفضل في هذه اللحظة لكن سرعان ما كرهت نفسي لفعل شيء كهذا.

فيرونيكا مختلفة عن البقية مثلي تماما و هذا لا يجعلها سيئة ربما فقط غير مراعية.

"حان موعد العودة يا مولاي."قال نورو و قد تسلل خلفي بسلاسة.

قمت بالإيماء له قبل أن أتوجه لإحضار فيرونيكا، فور أن لاحظ الصغار قدومِ تجمدوا في أماكنهم.وحدها بيتي الصغيرة تجرأت على الحديث:"مولاي هل يمكنك أن تقبل عروسك؟ لم أرى رجلا يقبل إمرأة من قبل..."

هذه الطفلة جريئة للغاية! شعرت بحرارة تكتسح وجهي لكن أخفيتها بالسعال و وجهت كلامي إلى الملكة حين قلت:"العربة جاهزة لنغادر."

"أطفال هذه الأيام مسلين للغاية." قالت فيرونيكا في طريقنا إلى القصر، شعرت بالشقة عليها كونها غير قادرة على الإنجاب لكن إحساس هذا تبخر بسرعة حين سألتني حبيبة دون تردد:"متى ستعلن صوفيا كمحظية ملكية أولى؟"

ماذا أقول للفتاة التي تجوزتها من أسبوع حين تطرح هكذا سؤال؟

" فيرونيكا لنأجل هذا الموضوع الآن..." حاولت إقناعها بأن لا تفسد موعدنا الجميل لكن بالطبع رفضت الإصغاء إلى كلامي.

"لن نأجل أي شيء يا كاردان! المملكة بحاجة إلى وريث." لا تعجبني حدة صوتها هذه، من أين لها بكل هذا الغضب؟

"حسنا كل ما تريدينه ستحصلين عليه، غدا سأقدم لصوفيا لقب المحظية رسميا." استسلمت محاولا إرضائها، كل ما أريده هو أن تكون هذه الفتاة سعيدة معي.. لا رغبة لي في أن يعيد التاريخ نفسه بتكرار ما حدث مع والدي و والدتي، لن أسمح لأي إمرأة أن تفصل بيني و بين فيرونيكا مهما كانت.

*
صوفيا

" هل يبدأ بحرف السين؟ " سألت جوليت ليجيبها هانس بالنفي،نحن في منزلنا بيت الجنرال نلعب لعبة عائلية. هانس يقوم بتمثيل شيء ما و يجب علينا أن نحزره لكسب النقاط.