الفصل الرابع والثلاثون

16.7K 898 52
                                    

الفصل الرابع والثلاثون
زمهرير /إيمان سالم

نتلاقا في دروب العشق تائهين
يأججنا الشوق ذوبا والحنين
لا الحب ينتصر على كبريائنا
ولا لسطوته يوما كنا خاضعين

جاءها اتصال في المساء ...
عكر صفو مزاجها أكثر في تبكي منذ أن اخبرها فضل بما فعل، تشعر بالخوف من أجلها تعلم أن ظلم عاصم وقسوته لا نهاية له
رفعت الهاتف مجيبه: كيفك يا امه؟
جاء صوتها المرهق: زين ، اخوكي مسافر يا عزيزة وعوج، جالي إنه راجع طوالي ،تعال باتي معاي النهاردة حاسة إني تعبانة وجلجانة عليه
ابات؟! قالتها عزيزة معترضه وتابعت طب وجوزي دا أنا لساتني عروسه يا امه! هجوله إيه وهو مش اهنه لساته مجاجش؟
وما كان هذا الا مبرر واهي فقط فهي ماعادت لديها القدرة ولا الرغبة الذهاب إليهم

هتفت همت في كبرياء رغم الاحتياج: متجيش يا عزيزة هو أنا هشحتك يا بتي
مجصديش يا أمه وبعدين مش البت .... بيته معاكي ولا لاه
ايوه بايته معايا عشان لو عوزت حاچة
خلاص يا أمه لو احتجتي حاچة هي معاكي لحد ما عاصم يرجع
صدمت همت من ردها ما تلك القسوة والجفاء ..؟! وهتفت في عدم تصديق: جلبك جسى جوي يا عزيزة دا أنا أمك !!
معليش يا أمه ظروفي كده جوزي مش موچود، هبجى أكلمك اطمن عليكي واشوف عاصم رجع ولا لاه تتمسي بالخير
اغلقت معها الهاتف تشعر بالانهيار ... ما كانت تريد قول هذا لكنها في ذات الوقت تريد أن تشعرها بالاحتياج وكم هو مؤلم أن تحتاج أقرب منك لك ولا تجده جوارك، كما عانت دوما من خذلانهم ... تريدها أن تجرب ولو مرة واحدة شيء بسيط مما فعلوا سابقا .. لكنها في نفس الوقت تتألم وتخشى أن تغضب الله لما فعلت
همست لنفسها بحسرة: دلوجت افتكرتي إني بتك يا امه اتأخرتي جوي

وعلى الجانب الاخر ... انكسرت عيون الصقر وقلبها لأول مرة تشعر بأنها وحيدة في تلك الدنيا .. حتى ابنتها "ضناها" كما يقولون تركتها .. وآه من ذلك الآلم الذي تشعر به الآن حتى أحست أن شئ دافئ تدفق بين ارجلها .. كانت دمائها وكتل دموية داكنة انذار سئ للغاية .. تشعر بالالم لكن حتى قدرتها على رؤية ذلك تلاشت

جلست عزيزة تؤنب نفسها وتنهمر دموعها دون توقف جزء بداخلها معارض لما فعلت وينهرها يضربها بسواط الضمير والواجب وجزء آخر يؤيد بشدة ما فعلت ويخبرها أنها الآن قوية بالقدر الذر يسمح لها باسترداد حقها ممن خذلها يوما ويحفزها لفعل الاقوى

بين عقلها المقسوم نصفين .. انهت التفكير في ذلك الأمر صاعدة لاعلى لغرفتها تجلس على الفراش و تدعو الله ان ينجي تلك المسكينة من بطشه وان يعود عاصم سريعا

------------------------------------------

في الصباح تجهز نفسها كما أمرها رحيم
ظلت طوال الليل تبكي وترتب اغراضها للعودة لوطنها من جديد .. فكم شعرت بأنها مغتربة هنا بالاسكندرية وكأنها في بلد آخرى خارج مصر لا الاجواء ولا الطباع تشبه بلدتها فمصر لديها تمثل بلدتها في الصعيد باجوائه فقط، حرارتها وقسوة رجالة الا القليل منهم، نساءها البسيطة الطائعة ... كفم تختلف المدينتان في كل شئ
حتى هي في تلك المدة الصغيرة التي قضتها هنا تغيرت لقد تشكلت شخصيتها من جديد تغير بها الكثير الا شيئان الحب وطيبة القلب

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن