الفصل السادس والاربعون

29.5K 1.2K 84
                                    

رواية قابل للتفاوض
إيمان سالم

سباق كبير بين الانسان ونفسه
تدعوه لان يفرح يترك ما مضي خلفه يعيش يومه كما هو لا يدع شئ يعكر صفوه ...
لكنه مازال خائف يترقب ... الماضي يقيده والوهم يملئ عقله... كيف الفرار يا نفسي من كل هذا اخبريني؟!
جاءه صوتها البعيد: لن يكون سوى بالرضى

هتف وهو يضيق احدي عينيه: الموضوع وراه تعبان كبير ولازمن اعرفه ... عاوز الواد اللي كان بيشتغل هنا وراح لراضي يوميها هو اللي معاه مفتاح كل حاجة
-يعني مهوش رحيم بيه؟!
-لاه مش هو أنا قلبي بيجولي انه واحد تاني خبره زين بس اتأكد الاول!
-طب والعمل يا كبير؟
-الله يخرب عجلك منا لسه جايل جب واغطس وهات الواد ده هو اللي هيعرفنا كل حاچة مستخبيه
-صُح يا كبير صُح!
-روح يالا ومتجيش الا ومعاك خبره
هتف بصوت خافت متعجبا «يعني اجتله ولا اعمله ايه؟! »
سأله متعجبا: بتجول ايه يا حزين؟
-لاه لاه يا كبير مهجولش انا ماشي اهه

اعتدل في جلسته من جديد واضعا يده علي عينيه وارتخي جسده قليلا يفكر في شجن ... زوجته ... ابنه عمه ... برده ودفؤ
جنته وناره
عذابه وراحته
إشتاقها كما لم يحدث من قبل!
جسده مرتخي لكن عقله يفكر وقلبه ينبض بقوة عندما تذكر كلمات عزيزة ... حينما سألها عن حالها هناك فهو لن يقدر علي الدخول وسط النساء لكن عزيزة ستدخل وستخبره بما يريد ... تحرك العرق النابض برقبته عندما تذكر انها فقدت الوعي أكثر من مرة والبكاء لا يتوقف ...

تنهد بغضب ثورة بداخله ....وتساؤلات كثيرة
كيف سيزيل حزنها ويطيب قلبها وهو متحجر القلب صخري المشاعر ...هل يملك شئ يعطيها اياه لا فهو اجوف من الداخل ... كيف سيحنو عليها وهو فاقد للحنان .. زُرع الكره والغل والقسوة بـ قلبه منذ امد حتى بات لا يعرف سواهم هما حياته .... لكن كل هذا لن يمنعه من أن يحاول ... حتي ولو مرة واحده من اجلها ... «اجلها» .. ترى كيف حالها الآن؟!

----------------****--------------

كيف سيكون سوي حزن عشش ولن ينتهي السواد سكن البدن خارجيا وداخليا ... حزن خلفه حزن أكبر
دعواتهم التي لا تتوقف بأن يلهمهم الله الصبر ... فالنار في القلوب تأثيرها بالغ مازالت مشتعله
بدأت الايام تمر ببطء لا جديد بها سوى نظرات الحزن التي تتخذ ثوبا جديدا كل يوم وكأنها لن تغادر

النساء مجتمعه في البهو الكبير كل منهم تجلس وحيدة
الام تتوسط المجلس علي اريكة عتيقة يرجع عمرها لزمن بعيد فعلت كل ما يفعل حزنا عليه حفيدها البكر زهرة العائلة الالم كبير ولازالت تري التقصير منها بتركها للمنزل ...و تجلس سلوان مواجهة لها وقد بدأت بطنها في البوز بشكل طفيف نظرا لضعف جسدها حزينة هي الاخري وخائفه علي الاطفال كلهم ... والحزن الاكبر مازال لغياب سيف ...

وعلي الارض تجلس كلا من شجن وحنان ...
تجلس واضعه الصغير علي ارجلها يد أسفله والاخري أعلي رأسها تمسكه كأنه سيهرب والدموع قد جفت ... مازالت نظرات عمتها قاسية تجاهها .. نعم لم تقل شئ بعدها ... لكن اللوم يتهادي لها في كل شئ حتي النظرات الخفيه التي تغفل عنها متعمده حتي تزعج نفسها... رغم حديث والدتها الداعم أنها لاذنب لها يكفي انها ترعى الصغير لكن في نفسها من الداخل تفكر دوما في كلمات عمتها وكأنها الاشواك الجديدة التي زرعت في طريقها ... لا القرب ينفع والبعد يشفع معك يا بن العم قل لي متى سيهنئ البال؟!

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن