الجزء التاني «الفصل الاخير »

34.6K 1.2K 60
                                    

قابل للتفاوض
إيمان سالم

لو عادت الالوان لاصلها
لو عادت الأسراب لاعشاشها
لن تعود حياتي لسابق عهدها

غابت عن كل شئ حتى عن التصاقها به بتلك الصورة من يراهم يظن انهم جسد واحد، روح واحده .. وقلب واحد ... الا شئ واحد لم يغب عنها وهو بركه الدماء التي ترى نفسها بها ... تسبح وهي غير قادرة علي الخروج وكأن الدماء رمال متحركة تسحبها لاسفل حتي وصلت الدماء لرأسها ماذا يحدث تتسأل هل يزيد منسوبها أم تسحب لاسفل لا تعرف أنفاسها عالية مضطربة قاربت علي الغرق كليا ... تحاول النظر يمينا ويسارا ترى أحد اى شخص ينجدها لكن الصرخة الخارجة منها بقوة كانت هي انتفاضتها من النوم تبعد جسده الثقيل عنها لتعتدل ومازالت تلهث وكأنها عادت من سباق طويل
نهض يحاول فتح عينيه وهتف بصوت محشرج: ايه مالك؟!
اومأت بالنفي هل توطدت العلاقة بينهم لدرجة انها تخبره ما رأت في منامها ....بالطبع لا

مازال اثر النوم مسيطر عليه شعر برجفه جسدها فضمها له لتنتفض أكثر ... لم يعلم هل تلك النفضة منه ام من ما رأته ولم تخبره به لا يعلم لكنه لم يبال واخذ رأسها علي صدره العريض رغم شعوره بأنها لا تريد ... أكثر شئ قبض قلبها مع اقترابها منه اشتمت رائحة الدماء كأنها خارجه منه ... حاولت الهدوء ازالت تلك الخاطرة لكنها تنتفض تشعر بالغثيان الرائحة تخترق انفها تبعث توتر بروحها تأخذها لكبوسها المرعب وما كان منها الا انها ابتعدت سريعا تغادر الغرفة تحت نظراته النارية وثغرة المتسع ببلاه تضاهي ما يحدث تماما

لحظة ثم آخرى وفي الثالثة كان يقفز من علي الفراش بغضب كبير واتجه خلفها يرى تلك المخلوقة اين توجد تطلع هنا وهناك .. حتى استمع صوتها داخل الحمام ... دقق السمع وهو يسير ... ليتأكد أنها تتقئ تبهت كل حواسه دفعه واحده وأسرع يفتح الباب ليراها مستنده علي الحائط ممسكه الصنبور بيدها لتظل ثابتة ... متعجب بشدة ماذا يحدث ... هل هي مريضة أم ما رأته سئ لتصل لتلك الحالة من الانزعاج.... نفسه متعجبة تتسأل بجنون ماذا هناك ؟!... يداه قربتها منه يضمها بقوة فمجرد رؤيته وجهه أصفر جعلته يلين وهتف لها بصوت محشرج: تعبانة اخدك للحكيمة؟
مالت علي صدره برغبة للامان رغبة للهدنة مع كل شئ حتي معه هو قبل نفسها جذبها ومازال ضامما اياها لتسير معه هتف بصوت يروضه ليكون ناعم: لو تعبانه اشيلك
كان يتمني الرد بنعم لكن كان جوبها كان لا، فصمت طوعا يسير لجوارها حتي وصلا للفراش دخلت وتدثرت بالغطاء جيدا تشعر بالبرد والصقيع فالجو بارد ليلا وخصوصا الليلة
اما هو يريد أن يفعل شئ لا يعلم ما هو جلس علي الفراش ظهره مواليا لها ... لحظات وغفت تلك المرة تشعر أنها بحاجة للنوم حقا
ظل كما هو ثابت لم يتحرك رغم شعوره بانتظام انفاسها لكنه يفكر في اشياء عدة واولهم هي

-------------****------------

في الصباح سافرت معه ....
اليوم ستسترد حق هو لها من الاساس ... لكن لا يضيع حق ورائه مطالب ... ابنها معها وزوجها ... لقد وعدتهم راية ووفت بوعدها لم تستطيع ان تجد كلمات لتوفيها حقها فالتراضى معه كان شئ مستحيل وخصوص بعد رفضها الزواج منه وتزوجها من آخر

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن