الفصل 44 «الجزء الأول»

26.6K 1K 39
                                    

رواية قابل للتفاوض
للكاتبة إيمان سالم

نظر لها بحزن لقد رأي وجهها باهت ... هل انطفئ نورها للابد بسببه تفحصها أكثر و ما اراحه قليلا انها ترتدي ملابس تخصها ليست لراية كما فعلت سابقا
هتف وهو يجلس لجوارها يرجع نظارة الشمس خاصته للخلف: ممكن نتكلم شويه؟
همست وهي تومئ له: اكيد
سألها مباشرة: ليه مقولتيش للراية اللي حصل بينا؟

ابتسمت بسخرية ورأسها للامام لا تواجهه تنظر للفراغ بحسرة وخيبة أمل، لكنه هو من ينظر لها يحاول قراءة افكارها .. وأكثر شئ المه تلك البسمة الساخرة الكامن خلفها حسرة كبيرة ...ود ضمها له الان لكسر تلك البسمة وازالتها بعيدا يخبرها انها مخطئة فيما تفكر وهو مخطى أكثر منها فيما مضي .. لكنه مازال ثابت
اجابته بهدوء: كنت عاوزني اقولها ايه بالظبط يا وسيم أنك اتجوزتني كعرض أو شفقة!!

احتدت نظرته التي لا تراها لكن شعرت بأنفاسه التي ارتفعت فجأة .. لم تتحرك بل ظلت كما هي لم تهتم لإنفعاله
- متستغليش كلمة قولتها في لحظة غضب يا رحمة وتخليها تدمرك وتدمرنا سوى

هنا التفتت له سريعا متعجبه وهتفت: تدمرنا!! أول مرة تجمعنا في حاجة يا وسيم ... لسه فاكر دلوقتي تجمعنا بعد كل اللي قولتهولي ... مش هنسي يا وسيم أي كلمة من اللي قولته لي كلامك خلاص كسر جوايا حاجات كتير واولهم كسر قلبي اللي حبك قوي

اتسعت عينيه يطالعها بتعجب: هتفت ودمعه تتحرك علي وجنتها ببطئ تلمع امامه لتزلزل كيانه: ايوه حبيتك يا وسيم .. أنت كنت فارس الاحلام اللي في خيالي اللي فجأة نزلي من السما في غمضة عين قدامي .. وقربك مني كان اسعد حاجة بتحصلي .. بس مفيش حاجة حلوة بتكمل للاسف

نداها برجاء: رحمة!

متتكلمش يا وسيم كلامك مش هيفيد بل هيوجعني اكتر
،لكنه لم يبقي علي حاله كسر قيده وأمسك يدها امام مرآى الجميع تحت نظرتها المتعجبة متحدثا بهدوء عكس ما يدور بداخله: أنا كمان بحبك يا رحمة
ابتسمت بسخرية .. مما اغضبه لكنه تماسك متابعا: مش كلام وبس ايه يجبرني اني اقولك كده منا ممكن اسيبك بسهولة لو عاوز دلوقتي
ارتفع حاجبها بشئ من التعجب!

اومأ لها مع تبدل صوته وهو يقبض علي يدها بقوة: أنتِ مش مجبرة عليا يا رحمة ولا أنا مجبر عليكِ فاهمة أنا عاوزك
اتسعت عينيها أكثر تري الصدق في كلماته .. لكن ما مضي كيف سيزول كيف سيمحيه من ذاكرتها ... اخبرته بصوت ملتاع وكلامك الجارح: اني بمشي ادلع عشان الم عيون الناس من حوليا شايفني .. رخيصة!
تنهد بقوة متحدثا: اعتبريها لحظة غيره وراحت لحالها بس ده ميمنعش انك..
احتدت نظرتها متحدثه: إني ايه كمل .. كمل؟!
اتبع وهو يقرب يدها منه اكثر ... انك تلتزمي شوية في اللبس يا رحمة ده مفيهوش حاجة انتِ حلوه اوي واي عين بتشوفك ببقي هتجنن ومبعرفش اسيطر علي غضبي ده

-مش ذنبي أنك مش واثق في نفسك ولا في اللي معاك
-مش موضوع ثقة علي قد مهي حاجات اتربيت عليها اعتبريها عادات يارحمة
جذبت يدها من .. رغم اصراره علي بقائها متحدثه: احنا مختلفين عن بعض يا وسيم في حاجات كتير ... عمرنا مهنتفق فيها
-طب ليه متحاوليش وأنا احاول يمكن نتقابل في نقطة وسط .. والتنزلات في الحب مش خسارة ده مكسب يا رحمة، انا مش بطلب منك حاجة مستحيل!

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن