الفصل الخامس والثلاثون

18.1K 901 58
                                    

الفصل الخامس والثلاثون
زمهرير /إيمان سالم

وحبك بين أضلعي كجمرة من لهيب مشتعل
لا القلب قادر على اخمادها ولا الروح تقدر على ابعادها
اخفيها قصرا فتزيد من لهيبها
ليتك تعلم أن حبك هو عذابي الاكبر
وأن لم تعلم يكفي بضعه احاسيس حلوة يوما بقربك عشتها

----------------------------------------

استرد وعية وبدأ يشعر بتنميل غريب في ارجله شعور لم يعتاده سابقا
وكل من حوله متألم من سيخبره بما اصابه ... انه لشئ عظيم
بداية من امه وهارون ثم راية المكروهه تقف لجوارهم على استحياء تشعر بعظم الواجب المفروض عليها مع نظرات وكلمات أمه القاسية الجارحة .. تكفي نظرة الحقد التي تراها في عينها وقتها تتمنى لو تركض بعيد تختفي عن الجميع حتى عن نفسها لقد اهلكتها الضغوط في أكثر وقت كانت تتمنى به الفرحة فخبر حملها يعد اسعد شيء حدث لها بحياتها ..لم يتركوا لها متسع لتشعر بالسعادة بجنينها

يمر الوقت والسؤال المتكرر منه: أنا مش حاسس برجلي حاسس انها تقيلة فيها حاجة غربية؟
وكل مرة يطمئنه الجميع: ده بس من آثر الحادثة وقت وهيروح، هتبقى كويس متقلقش كلها مسكنات وقتيه سيمر الوقت وستزول

ورغم الكلمات المعسولة التي يتلقاها الا أنه كان يشعر بالعكس فنظراتهم تخبره بما يخفون
حتى باتت قدرتهم على الكذب فاشلة فكان من دور هارون اخباره بالحقيقة وإن كانت مؤلمة فمعاد لديهم قدرة على الكذب
جلس لجواره على الفراش ...
لا يعرف من أين سيبدأ حديثه ..
فكانت الصراحة هي سبيله: أنت قومت من الموت يا فجر الحمدلله أنك عايش وبخير وسطنا، ربنا عاطينا نعم كتير لازم نحمده عليها ولو جه يوم ونعمة من النعم الكتير دي راحتك نحمده برده لازم يكون عندنا الرضى
هتف فجر متسائلا: يعني ايه يا هارون تقصد إيه قول أنا حاسس أنكم مخبين حاجة عليا؟
هتف بصوت متألم: مش قادر اقولها يا اخويا صدقني لكن مش عاوز اخدعك او اعيشك في الاوهام حصلك اصابة هتخليك عاجز عن الحركة بسبب الحادثة
نظر فجر وعلامات الدهشة تعتريه وهتف: قصدك معدتش همشي تاني على رجلي

كانت تقف في الخارج وضعت يدها على فمها تشهق متآثرة فالموقف صعب للغاية وشعرت بعدها بألم أسفل بطنها فاتجهت للمقاعد القريبة من الغرفة تجلس ومازالت تبكي ومازاد الامر قلق هو خوفها على طفلها وتفكيرها يصور لها ابشع الصورة .. وهي تنزف الدماء وتخسر جنينها وكان هذا أشد قسوة على قلبها من كل شئ فهي طوال تلك المدة تتمني هذا الحمل تريد ذلك الطفل ليدعمها يملئ فراغ قلبها قبل الجميع ولتستقر حياتها الزوجية فكيف لها أن تخسره الآن لربما هلكت وراءه فتلك النبته هي املها القادم ترتكز برأسها على ظهر المقعد تشعر أن حمولها زادت وثقلت فما كان منها الا انها القت حمولها على الله وهو يدبرها بما فيه الخير

امسك كفه في دعم متحدثا: هتقوم على رجلك تاني مش هسكت وهسفرك بارة مصر الطب هناك احسن من هنا صدقني يا فجر في حالات اصعب منك وبتوقف تاني على رجلها انا عملت سيرش وشفت أهم حاجة الصبر والارادة ويقينك بالله
ظل فجر صامتا لم يهيج اويعترض كما كان متوقع وفي ذات الوقت لم يقبل، يقف في منطقة رمادية .. لكنه ما يدركه حقا وقاله دون ارادته: يمكن ده ذنب رحمة وربنا بيخلصه مني يا هارون
ضمه لصدره برفق مراعيا حالته الصحية وهتف: مش عاوزك تفكر كده ربنا غفور رحيم
أنا متوبتش يا هارون أنا خفت عليها لما حبتها .. يمكن لو كنت توبت بجد مكنش حصل ده كله يمكن مكنتش اتحرمت منها ولا بقيت عاجز بالشكل ده أنا عارف إني غلطت كتير
متقولش كلمة عاجز دي .. صرخ بها هارون منفعلا
هتف بسخرية مريرة: ليه مهي دي الحقيقة إني بقبت عاجز آه قدامك
هسفرك وهترجع زي الاول مش هسيبك يا فجر
هتف باستياء: أنا راضي يا هارون باللي حصل وعارف إني استاهل اكتر من كده أنا اذيت ناس كتير
ربت على كتفه بحنان متحدثا: مش مهم اللي فات يا فجر المهم اللي جاي وأنك اتعلمت واتغيرت أنا متأكد أنك هتخرج من الازمة دي حاجة تانية اقوي من كده

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن