الفصل السادس والثلاثون

26.1K 1K 53
                                    

رواية قابل للتفاوض
بقلم إيمان سالم

كانت لجواره في السيارة .... هادئ تماما تنتظره لييدأ الحديث لكنه صائم عن الكلام ... تنهدت في داخلها لكن ماعساها أن تفعل غير اتخاذ الخطوة الأولي .. ككل مرة كأنه كتب عليها أن تبدأ معه كل شئ ... هي فقط!
التفتت له في غضب تود اعطائه كف ليستفيق لوجودها بجواره كونها خطيبته ومن المفترض أن تكون حبيبته ... مال ثغرها في حسرة يتسأل هل هي بالفعل حبيبته أم هذا مجرد حلم لن تنوله مطلقاً ... رفعت كفها في استجابه لحديث عقلها لضربه واقتربت يدها من وجهه ... لتتفاجئ بالتفاته لها وملامح التعجب علي وجهه متسائلا: في حاجة يا رحمة؟!

ازدردت ريقها مع ظهور شبح بسمة متحدثه: مفيش وحركت اصابعها تحت نظراته المتفحصة لكتفه تزيل عنه شئ وهمي
نظر أمامه للطريق مع بسمة هادئة مصدقا لما فعلت
زفرت براحه عندما انطلى عليه الامر ... وتحدثت بداخلها رغم غضبها منه كم هو برئ!
تزين ثغرها ببسمة آخري خلابة ساحرة وهي تمد يدها لتشغل الرديو الخاص بالسيارة ... التفت لها سريعا يري ما تفعل دون أن تراه يراقبها في صمت .. وتعلق نظرة بثغرها وبسمتها التي لا تقاوم
التفت من جديد للطريق يحاول مقاومة سحرها ... يتسأل بشك لما هي تحديدا ما يشعر معها بتلك الامور؟!

ومع ارتفاع الصوت بكلمات غريبة علي اذنيه التفت لها متسائلا: أنتِ بتسمعي الحاجات دي؟!
ردت في تعجب واستنكار وهي تهز اكتافها: دي مهرجانات عادي يعني لما اسمعها !
اتسعت عينيه وابطء من قيادته متحدثا: مهرجانات!! مش شيفه انها اسفاف وكلام خارج !

عقبت علي،حديثه: اسفاف وضحكت بقوة وهي تلتفت له بكامل جسدها حتي تكون الرؤية كاملة واتبعت: بلاش الكلام الكبير اوي ده يا وسيم ... وبعدين مش كلها اسفاف في حاجات فيها حلوه بجد
في تعجب سألها: حلوه! .. زي إيه يارحمة ؟ وصف سيارته جانبا
اجابته وهي تتأمل قسماته بإعجاب لم يخفي عليه: سمعت سكر محلي محطوط علي كريمة؟
انفلتت ضحكة من بين شفتيه وتأملها هو الآخر متحدثا: لا، بس شفت
احمرت وجنتيها تعلم أنه يقصدها مما اعطاها مظهر مثير فوق جمالها ولم تخفض بصرها عنه ولم تختفي البسمة من علي محياها

لم يكن منه الإ أنا رفع كفه لوجهها يتلمسه بشئ من الورع... مما جعل البسمة تختفي ليظهر التعجب والاحمرار اشتعل أكثر مع انفراج شفتاها بشئ من الاضطراب الممزوج بالرهبة ... اغمضت عينيها ككل مرة يقترب منها بتلك الطريقة ... تاركه له الفرصة ليتأملها مليا سكونها كم يعشقه يري به جمال لا يقاوم... لم يكن هناك مزعج له سوي انفاسها المتلاحقة وكأنها في سباق ... وفي لحظة ضعف منه كاد يقبلها ... شعرت حينها بقربه فتوقف قلبها لكنه تراجع وفي خلال تلك اللحظات ماتت الف المرات فـ قربه مميت أكثر من بُعده ،تشعر أن قلبها بداخلها ينبض بشدة وكأنه علي وشك القفز من مكانه ليهرول مبتعدا ... عنه!
ابتعد وهو في خضم مشاعره التي ترواده بأن يقتحم ثغرها ... يقتل عذرية شفتاه بقبله مهلكه يجرب ولو مرة واحدة فهو لم يفعلها من قبل وهي حلاله .. لكنه تنبه بعدها أين هو فالمكان لا يسمح ولا الزمان ... دائما ما يقترب منها في وقت خاطئ فيتراجع ... دائما ما يجد شئ يبعده عنها في عاصفة مشاعره الهوجاء التي لا يحركها أحد الإ هي فقط

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن