"الفصل الثامن"

21.2K 853 29
                                    

زمهرير /قابل للتفاوض 2
بقلم إيمان سالم

تستنشق الهواء بشئ من التعب الأرهاق الذي طال روحها البريئة وتتطلع للسماء بعينين تتضرع تبث كل ذرة آلم ماعادت قادرة على الصمود أمامها
هل تبكي ؟.. وهل يفيد البكاء! .. تشكي ومن سيسمع .. بل وسيغير القدر .. الصمت يا عزيزة .. لا تملكين غيره ولن يكون غيره
لا يهم ،فكل شئ سيمر وستعود الحياة كما كانت ..؟!
وهنا سقطت دمعة تخبرها ومتى كانت الدنيا في صفك؟! أين تكمن الراحة في حياتك السابقة لتعود اليه يا قليلة الحظ ..؟!
لا يهم ستكون النهاية كما أردت ربما يأتي اليوم الذي احلق به وافرد اجنحتي عاليا .. نعم اشعر بذلك اليوم قادم!
وللعجب بدأت تشعر بالقليل من الراحة ...

تركها اليوم وسيعود ليلا لاصطحابها للمنزل ...
أى منزل هذا بل سجن يفرض عليه كل شئ فيه حتى ولو برغبتها ..!
تنهر نفسها بقوة "خلاص يا عزيزة النهاردة للفرح وبس
إنسي كل حاچة وارميها ورا دهرك، مفيش حاچة تستاهل إنك تزعلي عليها ولا تفكري فيها فكري في نفسك "

ابتسمت وهى تتطلع حوالها ... فوقعت عيناها لتلك الشجرة البعيدة .. يوما ما كان ينتظرها هناك، يختبئ خلفها ليراها خفية، ترك لها شئ يخصها لتشعر به ... ليته لم يفعل كل هذا ربما كان شعورها الآن مختلف !
عبست وتلك الذكرى تمر برأسها كلهيب محرق، ترى هل مازال يفكر بها هل مازال يرغبها ... ؟
نهرت نفسها من جديد .." جنيتي يا عزيزة نسيه دلوك أنك على زمة راچل غيره... راچل جولي طوور "

تنفست بعمق وهي تتجول هناك قليلا ... لتراه يقف على بعد خطوات ... نعم كثيرة لكنها تُعد خطوات، يعطيها ظهره ورغم ذلك تعرفت عليه .. هل جنت لتتخيله .. هذا هو جلبابه المميز .. هل جاء لها عندما علم بقدومها اليوم، هل مازال يرغبها
افكار جنونية تصيبها ووجنتها تتخصب بالأحمر القاني دون إرادتها
وهاتف بعيد يصرخ بها ابتعدي يا عزيزة .. هذا هو الشرك الذي نصبه القدر لكِ .. لا تطاوعِ نفسك خالفِ الهواء لتظلي كما أنتِ عزيزة
وقلبها يستحلفها لو تظل دقائق فقط ليراها ترى في نظرته ما حرمت منه طوال حياتها ترى الحب المفقود الذي سعت عمرها كله تبحث عنه دون جدوى
لماذا الكل يحظى بمن يحب الا هي وحدها تذوق ويلات القهر والكره
لا تنكر عندما علمت بسفر شچن واخيها كادت تحترق، شئ بداخلها يسألها دوما .. ما بها ليس بكِ يا حزينة لتنال رجل يحبها وتحبه، بل ويكاد يعشقها بجنون

العشق ..؟!
مازال قلبك الجاهل يجري خلف سراب لم يطله ولن يطله يوما ..
هتفت بصوت خافت لتستفيق "فوجي يا هبلة مش كل حاچة بنتمناها بنطولها ده جدرك يا بنت العتامنة ولازمن ترضي بوه يا أما الناس هتضحك عليكِ

وعند تلك الخاطرة لملمت جلبابها حولها في حركة مؤازره ودلفت للداخل ... لن تجري وراء من تركها ستتركه كما فعل ولو كان عشقها في قلبه باق فليحترق لآخره كما آحرق آخر امالها

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن