الفصل الثالث والأربعون

28.7K 1.1K 50
                                    


رواية قابل للتفاوض
لـ /إيمان سالم

في كل لحظة بُعد ...ألم بل آلف ألم
الاشتياق لك كالجرح الغائر ... لا يلتئم بسهولة .. باقِ
كالشوك المدسوس بجنبات الروح ... فيهلك صاحبه ببطء
حتي تعتاد الروح آلمها فتذبل وتسقط من علي غصنها ...
فتفقد رونقها البهي لتصبح لاشى ... مجرد هباء تنثره الرياح

يجلس حزين في غرفة الصغار و الصغير لا يكف عن سؤاله عشرات المرات يوميا ...« هي امه هتجي امته يا بوي ...؟ »
وفي كل مرة يجيبه بحزن: امك عند ربنا يا رحيم ... في مكان احسن من اهنه
-يعني معدتش هتاجي تاني من عند ربنا
لاه يا حبيبي احنا اللي هنروح لها وعقله يهتف «اللي بيروح مبيچيش تاني »
-هنروح لها فين؟
-الجنة
ببكاء وشوق طفولي صادق: هنروح امتي بجي؟ انا اتوحشتها جوي!

اقترب على يضمه متحدثا: هي شيفانا دلوك يا رحيم وسمعانا
تعجب فارس .. وهتف الصغير بفرحة: صح شيفانا يا بوي وكيف يا علي واحنا مش شيفنها؟!
اجاب علي بتلقائية: شيفانا من فوج واشار بيده لاعلي خاله حنان جالت لي كده
اومأ فارس في حزن هاتفا :معها حج امكم هتشفكوا علي طول وهتبجي مبسوطة لما تكونوا مبسوطين ومهتبكوش

بكي رحيم متحدثا: انا عاوز امي عاوز اروحلها يا بوي!
حمله فارس علي ارجله متحدثا: جلت لك ايه الرجال مهتبكيش .. اللي هيبكوا بس الحريم والصغار
كتم الصغير دموعه وصوت بكائه ... ينفذ كلمات والده الخاطئة ...هتافا: حاضر يابوي !

بعد وقت طويل من الاقناع والكلام الذي يؤلم أكثر من كونه مواساة نام الصغار ، زفر فارس بقوة وهو يخرج من الغرفة يشعر بالاختناق فالاحداث تزداد سوء وكأن الدنيا تحالفت عليه الا يسعد ابدا ... بداية من رفض راية الواضح له باللجوء لـ رحيم ، وحنان في طلبها الطلاق واخيرا موت إنتصار تاركه خلفها اطفال صغار وكل شئ في كفه ونصر الرضيع في كفه اخري من سيرعاه كأمه لا احد سيعوض مكانها مهما فعل ... لكن ربما عوضته جدته بعض الشئ بالطبع من غيرها سيفعل رغم كبر سنها إلا انها هي الانسب الآن لن يطلبها من حنان حتي لو استأجر له واحده خصيصا ترعاه

يشعر أن الدنيا ضيقه في عينيه كخرم إبره ...
حتي خبر القبض علي حامد وفضل لم يسعده كما كان يتمني هناك شئ بداخله مهموم فالحمل علي اكتافه اصبح كبير

مشي خطوات ووجدها امامه تحمل الصغير بين احضانها نائم ..واقفه وكأنها كانت تنتظره خروجه، توقف يطالعها بتفحص وبعيون حزينة ولم يتقدم
تجرأت هي ومشت تجاهه خطوات مهزوزه لكن روحها صامده ...هتفت في صوت خافت : عاوزه اتكلم معاك يا فارس
تعجب متحدثا: تتكلمي معاي!
اومأت في صمت
هتف في غلظة: اتكلمي حد حايشك
مش اهنه
زفر وهو يتقدمها متحدثا تعالي وراي
سارت خلفه في طاعه ... حتي دلف غرفتهم التي لم يدخلها منذ أن جاءت .. كان يبيت في غرفة إنتصار كل يوم ..
دخلت واغلقت الباب خلفهم ... جلس علي المقعد الوثير ينظر لها بهيبة متحدثا بصوت أجش: اهه بجينا لوحدينا .. خير يا حنان ؟!
استجمعت شتات نفسها متسائله: هتطلجني يا فارس
احتدت عيناه وزمجر غاضبا .. صمتت تنتظر ما سيقول ... نظر لاسفل يحاول الهدوء ... لكن كيف فخرجت كلماته حاده: لساتك عاوزه تطلجي يا حنان
همست بصوت خفيض: وايه اللي اتغير يعني
هتف بقلب منفطر من الحزن: ابااااه، ده كل حاجة تغيرت

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن