الفصل الثامن

33.5K 1.2K 25
                                    

قابل للتفاوض //إيمان سالم

استغل "علي" إنشغلها فجرفه حب الخيل للخروج من البوابة سريعا ،ظن أنه سيعود بعد دقائق معدودة ولن يشعر أحد بغيابه لكن الفرسة حين خرجت انطلقت تشق الطريق جامحة كعادتها امسك اللجام بقوة رغم خوفه إلا أنه صلد مثل والده ،ابتعدت الفرسة مسافة كبيرة عن البيت
ومع اجتيازها لحفرة في الطريق سقط من عليها "علي"

رأت المشهد من كانت بالقرب انتفضت تشير له بيدها تحاول تنبيهه، صرخت تحذره:حاسااااااااااب حاسب

لكنه مازال صغير ،لم يتماسك فأطاحت به الفرسة وابتعدت عنه راكضه

~~~~~~~~~~~~~~

أسرعت إلى الخادمة لتعرف ماذا تريد وهي تنهج خائفة  وقالت: خبر ايه؟
اخبرتها "الست الكبيرة بتسأل عليكِ وكانت عاوزاكِ ضروري ياست حنان "
استجمعت شتات نفسها وهي تخبرها بهدوء: جوليلها جاي على طول وراكِ اهه يالا جوام

اومأت الخادمة في طاعة واتجهت لتغادر ومع ابتعاد خطواتها نظرت حنان للخلف من جديد في خوف تشعر بأن نبضات قلبها تضاعفت واسرعت للمكان الذي تركته به ، تحاول الالتفات للخلف تري هل هناك من يراها او يتابعها لكنها لم تجد أحد، وصلت المكان لكن المفاجأة أنه كان خالي ... صرخت وهي تضرب وجنيتها بقوة هاتفه "يا لهوووي يا لهوووي، رحت فين يا علي، أخذت تبحث عنه بهروله هنا وهناك. لم تجده اتجهت للبوابة وهي تنظر في كل الاتجاهات تتمني لو تراه ليذهب خوفها وتدعوا الله أن لا يراها أحد قبل أن تعثر عليه ... لحظات مرت كادت تسقط من شدة خوفها أين هو وكيف خرج وما أصابه ؟! ،يا الله، لن يرحمها أحد لو اصابه مكروه
-آه، تنهدت بدموع وهي تدلف للداخل فأم زوجها في انتظارها هي الاخري كيف ستقابلها بتلك الحالة ... لا تعلم؟ لكن يجب عليها تلبيه طلبها لانها لو تأخرت ستأتي هي وتعلم كل شيء، جففت دموعها، واتجهت للداخل تحاول الهدوء قدر المستطاع ولا تكف عن الدعاء في سرها

كانت تنتظرها جالسة على الاريكة اقتربت تحدثها بتوتر: خير يا امه الحاچة عاوزاني؟
نظرت لها بتعجب فلونها شاحب كأن الدماء غادرته، فنهضت تقترب منها متحدثه: مالك يا بتي، أنت زينة؟!
تحدثت وهي تزدرد ريقها بتوتر: ز.. زينة يا أمه، شيعتيلي عاد ، عاوزاش حاچة

رتبت على كتفها متحدثه: لساتك تعبانة يا حنان ومهتجوليش زي جبل سابج لحد ما توجعي من طولك
تشعر بحاجاتها للبكاء لكنها تتوسل الله وجاهدت على التماسك فأخر شئ يجب فعله الان هو البكاء حتي لا يفتضح الامر ، ربما وجدته ولم يعرف أحد شئ لانها تعلم جيدا أن لن يرحمها أحد

أومأت في نفي متحدثه بصوت خافت: والله بجيت زينة يا أمه
ردت في شك: طيب يا بتي المهم انك بخير دلوك، فارس شيع حاجات في المطبخ ادخلي شوفيها ورتبيها
-حاضر ياحاچه

تنهدت وهي تبتعد عنها مازال الخوف مسيطر على كل ذرة في جسدها والان هي غير قادرة على الخروج للبحث عنه ...وهل هو بالخارج من الاساس لقد غادر هو والفرسة ... اللعنة على الفرسه والخيل كله ... ماذا سيحدث له ... لن يمر هذا الأمر على خير هكذا يخبرها قلبها
اخذت ترتب الاشياء في مواضعها ودموعها لا تتوقف وتتمتم بخفوت أن ينجيه الله وينجيها

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن