رواية قابل للتفاوض
للكاتبة إيمان سالمالوهم ... لقد امضيت سنوات من عمري متعايش معه ... لا آثور عليه ، آثار وهمها كانت أقوي من كل شئ حتى من نفسي ... طرقتي بابي بغتتًا... كنتِ ثائرة كموج يعافر ليرتطم بحدود تقيده بكِ حياة ليست كحياتي الراكدة ... اقتربتي مني متعجبة ونفضتي الرماد عن جسدي الرث ليشرق نوره من جديد... كان أول رد فعل لي ثورة ... ثورت عليكِ أنتِ لأجد نفسي في شركٍ كبير خيوطه تلتف حول ذراعي لتجبرني على الرضوخ... وأنتِ أمامي تضحكين ... لأغضب أكثر وانتفض احاول ازالت تلك القيود من علي جسدي دون فائدة فخيوطه كانت قوية ذهبية تضئ من حولي... فأنكسرت إبتسامتك مع إصراري على إزالته ووجدت خيوط شركك تذوب بمفردها تعجبت وتنبهت كل حواسي لما يحدث حولي ... ومع آخر خيط ينفك منه لم أجدك أمامي فـ انتفضت من الداخل أتساءل أين أنتِ ومن تكونين؟ والتعجب يملئني ويدفعني للإسرع لاتمسك به "آخر خيط " ...اتمسك بكِ، أتساءل وقلبي ينبض بقوة من أين جئتي لعالمي وكيف ازلتي عنه الغشاوة؟!
-------------------------
سقطت على الأرض أمامه ... نظر حوله يتفحص المكان قبل أن يحملها لم يجد أحد، فطرح ذلك الغطاء الكبير عليها ورفعها وهو يغطيها حتى لا يظهر منها شئ فكانت كالحمامة يحملها طائر الرخ .. كانت السيارة تقف على مدخل البيت ويقف لجوارها رجلان قويان ملامحهم جامدة متأهبين لحدوث شيء وقتها هما موكلين بالتصرف ... وعندما لمحوا طرفه قادم أسرع احدهم له يعاونه على حملها والاخر للسيارة يجلس ممسكا بالمقود وكله استعداد للانطلاق فور ركوبهم ...
ما كان يحتاج معاونته كانت على كتفه أقل وزنا من «شكارة الارز التي يحملها كأنها ريشه» بل العكس كان يشعر بجسدها الغص على كتفه ورائحتها التي عبئت صدره بقوة وكأنه لم يشتم رائحة طيبة طوال حياته إلا تلك
وضعها في المقعد الخلفي بمساعدة الرجل الاخر
واتجهوا سريعا للامام يجلسون لجوار الرجل الثالث وما أن اغلقوا الباب بصعوبة نظرا لتوحش اجسادهم حتي انطلق يشق الطريق سريعا واختفت السيارة في لمح البصر-----------****------------
كانت في طريقها للمكتب فهو أقرب للمنطقه التي قابلته فيها منذ قليل ... تشعر بالخوف ولا تعلم لماذا قلبها غير مطمئن تتلفت علي فترات خلفها تري هل يتبعها أحد ؟! لكنها رجحت السبب في ذلك القلق لـ مقابلة هذا الرجل ... لكن الآن بين يديها الاوراق التي ستطلعها علي كل شئ لن يجبرها أحد علي الاكمال في شئ غير مرغوب ولن يستغلها أحد مهما كان
دلفت مكتبها الفارغ الا منها الآن اغلقت الباب بالمفتاح زيادة إطمئنان ربما يراقبها أحد ... غافلة تلك عمن يراقبوها منذ زمن ... جلست علي مكتبها تتنفس بقوة وضعت حقيبتها أمامها تخرج منها الاوراق بقلب يتقافز عاليا لمعرفة ما به ... بدأت في فتح الاوراق والتنقل بين صفحاتها ... تفاجئت رغم توقعها لذلك لكنه الآن بتلك الاوراق اصبح اكيد لا محاله ... يتاجرون بالاثار وغسيل الاموال هناك أوراق بين أسماء كبيرة لها وزنها في البلد وبين شخص رجحت أنه الابن الاصغر لعائلة رضوان كما اخبرها "وسيم " تذكرت وسيم وشردت تفكر هل لو اعطته تلك الاوراق ستفيده ام ستضر بنفسها وبالرجل الذي اعطاها لها، لا تعلم لكن يجب ان تخبره بجزء مما تعلم علي الاقل وكانت أخر الاوراق صورة قديمة للغاية ملامح الاشخاص بالنسبة لها غير معروفه لكن هناك شخص ميزته بشك هل هو؟! ...رجعت للخلف بظهرها علي المقعد تحمل الصورة بين يديها وعينيها متسعه بقوة وفغر فمها لا تصدق انها تراه هنا في هذا الملف خصيصا ومعهم ...اخفضت الصورة علي المكتب من جديد وامسكت قلم وبدأت تدور حول وجهه لتصنع دائرة ومازالت متعجبة لكنها تومئ بالتأكيد ...و كانت الدائرة للاسف حمراء
أنت تقرأ
قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)
Romanceعائلة صعيدية عريقة وكبيرة، تحكمها تقاليد وأعراف كل واحد منهم له قصة مختلفة سنتعرف عليها من خلال الاحداث «قل لي يا قلب متى ستشرق شمسك ويزهو ربيعك»