❤️ الفصل الثالث والثلاثون ❤️

7.3K 319 64
                                    

         _٣٣_
_ شئ من الماضى _

سارت بين الطرقات بنظرة شاردة.. ضائعة.. فقدت طريق الصواب.. لقد فرغت طاقتها للمواصلة ، هي مرهقة من الادعاء انها بخير.. هي فقط استنزفت جل قوتها ولم تعد تريد المقاومة بعد الأن !.

اتخذت قرارها ان تتوقف عن المقاومة.. مقاومة مشاعرها الغامرة نحوه.. الهروب من كل ما يذكرها بأنوثتها المنتهكة.. لم تعد تريد سوي الاستسلام مهما كلفتها عواقبه !

توصلت بعد عناء الي الفندق الذي اقاموا به منذ وصولهم ، غيرت ثيابها التي أفسدها عراك المافيا ذاك وجلست تنتظره بتعب بلغ منتهاه ...

أصابه مزيج من الدهشة والحيرة حين علم انها لم تهرب كما أخبرته بل ذهبت للفندق الذي يمكثون به.. تلك المتوحشة لا تنفك إثارة دهشته من أفعالها التي يصعب التنبؤ بها !

وصل الي الفندق ببضع دقائق وكأنه يقود صاروخاً مشتعل ، سار بخطواتٍ شبه راكضة حتي وصل الي غرفته.. لم يطرق الباب بل دلف باندفاع غاضب لتقع عيناه عليها وهي جالسة علي طرف الفراش بسكون وتبدو علي غير عادتها.. هادئة بل مستكينة بتعب كمن انهكها الفرار ورفعت الراية البيضاء..

استند الي الحائط بجواره مكتفاً ذراعيه يطالعها بصمت دام لقليل من الوقت وهي للأن لم ترفع عينيها لتواجهه.. حتي قرر اختراق الصمت مغمغماً بهدوء نسبي :

-ايه الي رجعك تاني ؟

ابتلعت غصة بحلقها لترفع بصرها فتقابله خيوطها الزيتونية الامعة الذي استطاع قرأتها للمرة الأولي وكأنها تناشده الاحتواء.. التفهم.. المغفرة! ثم همست بخواء مزق نياط قلبه :

-مقدرتش !.

عقد حاجبيه ورغماً عنه التوي ثغره متمتماً بنبرة تهكمية تواري حنقه وجرحه من نفورها منه و محاولاتها التي لا تتوقف للخلاص منه :

-مقدرتيش ولا معرفتيش !

ابتسمت بضعف لتنهض وتسير نحوه بخطواتٍ هادئة.. حتي وقف قبالته مباشرة قائلة بصدق بابتسامة مهتزة :

-مقدرتش.. انت عارف اني لو عايزة اهرب من هنا مش هغلب

تقدم بضع خطوات حتي أصبحت انفاسهم هي الفاصل.. نظر لها بعمق يحاول عبور سبل اغوارها قائلاً ببرود :

-يبقي بتهربي ليه ؟ ولا عجبتك لعبة القط والفار ولا عجبك الراجل الي سايب كل حاجة وراه وبيجري وراكي وبيحاول يعمل اي حاجة علشان يرضيكي ؟

انسابت عبراتها بنعومة خفق لها قلبه تهمس بخفوت بنبرة متألمة :

-علشان تعبت.. تعبت من الجري والرفض ومش عايزة غير اني ارتاح.. عايزة هدنة من كل حاجة !

انقبض قلبه بألم وبكاءها بهذا الشكل المزرى المنافي لقوتها يوجعه وما زاد دهشته تمسكها بذراعه هامسة بنبرة مختنقة من بين شهقاتها وكأنها علي حافة الانهيار :

أسميتُها ليليان ( متوقفة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن