_ ٣٧ _
_ خفقات هادرة _قـبـل عـامـيـن ..
فـي مـدينـة ...
سـانـت بطـرسـبرغ ( روسيا ) ...أشتد ظلامها وزادت الحياة من قساوتها وهي تحارب بمفردها ... لقد فقدت كل عزيز وقريب لكنها لن تيأس هذه المرة لتستعيد أخر من تبقي لها بالحياة ... شقيقها الحبيب الذي اختفي منذ أسابيع ، ذهب مع وعد بالعودة قريباً لكنه اخلف وعده ولم يعد ابداً! ، لم تكل ولم تمل وهي تقف امام الشرطي للمرة التي لا تذكر عددها تتوسله بقلبٍ مفطور :
- سيدي ، ارجوك احتاج ان أعلم أين أخي وهل بخير ام لا !
تنهد الشرطي بأسي يجيبها :
- أتمني لو بإمكاني مساعدتكِ آنستي ، لكننا لم نجد له أثر باي مكان وكأنه لم يكن له وجود ... ربما هو فقط رحل بمليء ارادته لكنكِ تأبين الاعتراف بذلك !
طرقت " إيميلي " علي سطح مكتبه تقول بنبرة مقهورة :
- أخي مستحيل ان يتخلي عني !! هو بالتأكيد بمأزق ما وانا لن اهدأ حتي اعثر عليه ! هل تفهم ؟
تمالك غضبه من طريقتها مراعياً حالتها ليرد بهدوء :
- حسناً ، وانا أعدكِ انا أبذل قصاري جهدي لإيجاده لكن عليكِ ان تتحلي ببعض الهدوء سيدتي وأظن انكِ بحاجة الي شخص مختص ليساعدك بتخطي هذا الأمر ...
التمعت عيناها بألم لثواني ... أيراها مجنونة ؟؟
هل حالتها بذلك السوء حقاً ؟
نعم هي لم تنم منذ يومين ومعدتها تكاد تصرخ بسأم من فتات الطعام الذي تتناوله فقط لتحفظ توازنها !
نعم هي تتردد الي مخفر الشرطة بصورة شبه يومية لكن لما لا يفهمون انه كل عائلتها ؟
لما لا يدركون انها محطمة بدونه ؟
هي شديدة الانفعال حين يصل الأمر لشخصٍ تحبه ، تجن مستعدة ان تصل لأبعد الحدود من أجله !
ابتلعت غصة بحلقها تجيب بابتسامة ساخرة :- شكراً لاهتمامك لكنني بخير يمكنك فقط التركيز بعملك وايجاد شقيقي !
خرجت من المخفر تسير بخطواتٍ متهالكة وكأنها طاقتها انتهت ، تتوارى في الظلام ، تشعر وكان الجميع يحدق بها ينتظرونها لتسقط ويفترسونها !
ساقيها ترتعش كالهلام، جسدها بأكمله يرتجف وكأنهم في منتصف ديسمبر وشتاءه القارص!
تخفي هالات عيناها السوداء أسفل خصلاتها حتي توقفت جانباً بركن خالٍ من المارة لتخرج علبة بلاستيكية تحوي حبوباً مهدئة تساعدها علي التماسك ، ابتلعت حبتين واعادت العلبة بجيبها ثم سارت بطريقها ...أخذت خفقاتها تعلو وهي تستشعر شخصً يتبعها ، ضغطت علي شفتيها بعنف وهي تسرع في خطواتها لكن الخطوات اخذت تتسارع مثلها لذا توقفت فجأة والتفت خلفها فجأة لتجده رجلاً بثياب مهندمة وشعر أشقر لتصيح به بشراسة :
- لما تتبعني بحق الجحيم ؟
رفع كفيه باستسلام قائلاً بهدوءٍ شديد :
أنت تقرأ
أسميتُها ليليان ( متوقفة )
Randomمقدمة ... _____ رِفْقَاً بِقَلبىّ النَابضُ بعِشقُكِ... رِفْقَاً بِعَاشّقٍ إرتَدىَ ثَوبٌ الأُبوةً ليَنعَمّ بدفٌئ ابتسَامتُكِ... رِفْقَاً بَمنٌ إرتَدىْ ثَوبٌ الأُخوةٍ مُستَنشِقٍ عبير ضمّتُكِ الحَنونٍ... رِفْقَاً بَمنٌ في هَواكِ مُتَيَمٌ ، مُتلفظٌاً بِ...