❤️ الفصل الثاني والأربعون ❤️

4.7K 247 66
                                    

            _ 42 _
_ الألم لم يعُد يُحتمل ! _

انحني يلتقط الكره وهو ينظر لأبيه الذي يقابله ببضع خطوات الذي شرد تمامًا عن اللعبة وهو يتحدث الي والدته...ابتسم " ريان " بشقاوة قبل ان يركل الكره بقوة حتي ارتفعت وحطت بوجه والده الذي بدت الدهشة مختلطة بالألم علي وجهه ليهتف ريان بصوت عالٍ ضاحك :

- سوري يا بابي بس انت لو مركز كنت مسكتها !

مرر " ياسين " يده علي وجهه ليخفف الألم ثم ادعي وجهًا غاضبًا وهو يلقي الكره بعيداً ويقترب من صغيره متوعداً :

- بقي كدا ! طب انا هوريك يا ريان !

ما ان تحرك بضع خطوات حتي انطلق الصغير راكضاً علي الشاطئ بضحكات عالية تدغدغ قلب ذلك الذي يركض خلفه بدون أن يحاول الاسراع ليترك له المجال ليهرب وما أجمله هروب!

بدأ الاسراع في خطواته حين لاحظ ان صغيره ابتعد كثيراً لينبض قلبه بخوف صائحاً :

- ريان !

لكن " ريان " تابع ركضه بحماس متفجر والرياح القوية تمنحه شعوراً أنه يحلق لذا تابع ركضه ببسمة واسعة مُتعبة وكأنه يسابق الرياح...

ظهرت معالم الانقباض علي وجهه وهو يحاول الاسراع لينادي بنبرة قلقة من بين انفاسه :

- ريان تعالي هنا ... كفاية ... انت كدا بعدت اوي!

توقف يلتقط انفاسه وهو يصرخ بانفعال :

- ريان خلاص اوقف...كفاية لحد كدا !

توقف الصغير أخيراً ليجده التفت اليه من بعيد بأعين دامعة وابتسامة كسيرة متعبة مرتسمة علي وجهه...انقبض قلب " ياسين " وهو يطالع ملامح صغيره المتعبة والمتأسفة! علامَ يأسف؟
همس "ريان " بنبرة ضعيفة لكنها هادئة! :

- سلام يا بابا !

لم يستوعب كيف وصلته تلك الهمسة التي كانت كالخنجر بمنتصف قلبه، لتهبط دموعه لا اراديًا وهو يرى صغيره يبتعد نحو الضباب لينادي بصوتٍ جريح :

- ريان رايح فين ... مينفعش تسيب بابا وتمشي !

لم يجيب " ريان " بل منحه ابتسامة هادئة...ورحل! اختفي بين الضباب فلم يعد له وجود !

- أستاذ ياسين حضرتك معايا؟

انتشله من ذلك الحلم الذي يراوده لأول مرة وهو يقظ! صوت الطبيب القلق..

فتح عيناه باتساع وهو يتطلع حوله ليجد انه بالمشفى تحديداً بالمشرحة! تأوه بضعف حين ادرك سبب وجوده بهذا المكان وكأن يداً خفية تعتصر قلبه، تماسك ليسير متجاهلاً الطبيب نحو الغرفة التي يُفترض بها أن يتعرف علي جثة صبيه الصغير!

شعر وكأن الاضاءة تضعف ولحظات تجعله غير قادراً علي التحديد أمازال يحلم؟ أم انه فقط واقع لا يُصدق!

أسميتُها ليليان ( متوقفة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن