❤ الفصل الثلاثون ❤

16.4K 572 88
                                    

_ زفاف كارثي !.. _
       _ 30 _
____________________________
آه ضعيفة فرت من بين شفتيه الدامية محاولاً تفريق جفونه التي اثقلتها الكدمات...البرودة تجتاح اوصاله والظلام يحيطه...اوجاعه فاقت الحد...روحه تصرخ طلباً للرأفة وكأن كل الآذان عجزت عن سماعه !..
حاول النهوض بصعوبة بالغة يلهث بعنف لتخونه يداه فتنفلت ليسقط مرة أخرى بتلك المياه الباردة التي تملأ تلك الحجرة الضيقة المظلمة...بمفرده !!..

تنهد بيأس ليترك جسده مستلقياً بالمياه يتنهد بصوتّ مسموع...صوتٍ يبعث بالألم...اليأس...قهر عظيم والأهم...حطام ..!

انفتح الباب الحديدي ببطء ليدلف اثنين من الحراس ويحملانه علي الوقوف عنوه فأمسكه كل من ذراع وهو لم يقاوم بل استسلام بانهاك استهلك روحه النقية فقد كان ضعيفاً محني الرأس خصلاته المبتلة تغطي جبينه وصوت رئيسهم الخشن يصله بوضوح :

- كفاية عليه كده رجعوه العنبر تاني...

امسكا به جيداً وسارا نحو عنبر الرجال ليلقوه بعنف بجانب فراشه ويرحلا بجمود...
امتدت يداً سمراء قوية لتسانده للوقوف...رفع بصره بنظرة خاوية ولم يعيره اهتماماً حتي استطاع النهوض والاستلقاء علي فراشه يحاول إيقاف ارتعاش جسده ليشعر بغطاء ثقيل يوضع فوقه والرجل صاحب اليد المساندة يقول بهدوء :

- العند مش هيفيدك لما تعيي...

خرج صوته اخيراً...مستنزفاً متألماً...غادرته الحياة :

- ابعد عني انا فيا الي مكفيني...

جلس الرجل علي الفراش المقابل له يقول بهدوء :

- هبعد بس كنت عايز انصحك...لو عايز تفضل عايش لبكره وتشوف النور تاني ابعد عن الشر وغنيله انت شكلك واد غلبان وملكش في العوء !!..

وبلحظة خاطفة قبض " عمر " علي عنقه قائلاً بلهاث من بين اسنانه وزرقة عيناه تشتعل بضراوة :

- انا مش غلبان...ومهما تعملوا مش هتكسروني ووحياة أمي ما هسكت لأي حد يفكر يجي ناحيتي انت فاهم ..!! 

ابعد الرجل يده متراجعاً بدهشة من هذا السعير المندلع بحدقتيه وكأن ذلك الشاب يحمل غضب يكفي لإحراق العالم أجمعه ليسارع تهدئته بصدق :

- يا عم أهدي والله انا ما عايز اضرك انا مش معاهم انا معاك !..

رمقه بمقت رغم انهاكه الظاهر والنبرة قاتلة :

- انا مش محتاج لأي حد ..!!

اختفت الشفقة من محيا ذلك الرجل لينظر له بصمتٍ لثواني ثم ذهب...

اغمض عيناه يستلقي مجدداً ويسحب الغطاء ليحاول بعث قليلاً من الدفيء في جسده المرتجف والأن فقط شعر بحاجته الشديدة لحضن والدته والاحتماء بها كطفل صغير !

اشتاق لطفلته الضائعة التي كانت تنام باكية بجواره حين يمرض ...
اشتاق لابتسامتها التي تتراقص دقاته لها طرباً...
وكلماتها البريئة تتسلل الي آذنه فتمنحه مسكناً مؤقتاً لآلامه :

أسميتُها ليليان ( متوقفة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن