_ غموض.! _
_ 5 _سارت بخطوات متمهلة لتفتح لها الخادمة تلك الغرفة وتنصرف بصمت ، ولجت للداخل وهي تتفحص كل شئ بدأ من ديكور الغرفة الذي يشبه غرفتها القديمة ، لاحت ابتسامة رقيقة علي شفتيها وهي تفتح خزانتها لتجد ثياب لها بكل المراحل العمرية منذ افترقا! تعرفه
جيداً هذا ذوقه فقد اعتاد ان يختار لها ثيابها منذ الطفولة ، اختارت ثوباً فضي هادئ ووضعته علي الفراش ليثير فضولها ذلك الصندوق الضخم قليلاً الموضوع بجانب الغرفة ، فتحته ببطء لتعلو الدهشة وجهها وهي تري كل أغراضها القديمة...عروستها الوردية...حذائها الصغير...ولكل غرض ذكرى جميلة لا تنسي بذاكراتها ، لمعت الدموع بعينيها حين رأت ذلك الكوب الخاص بالقهوة المدون عليه اسمها بقلم حبر بخط متعرج قليلاً فلطالما عرفته بسوء خطه في الكتابة! لتبدأ ذاكرتها باستعادة قليلاً من هذه الذكريات...Flash back.
خرج من المرحاض ليتجه لمكتبه ليكمل استذكار دروسه ، اتسعت حدقتيه حين رأي ان كوب قهوته قد انسكب علي أوراقه.! وفسدت تماماً ، قبض علي كفه بقوة وهو يقول من بين اسنانه :- بهدلتيلي الورق يا ليليان الكلب !
خرج من غرفته غاضباً حانقاً وهو يتوعد لتلك الصغيرة الشقية المدمرة.! ظل يبحث عنها لبضع دقائق ولم يجدها ، بالتأكيد اختبأت كعادتها ، بحث في المطبخ ليجد ضالته اخيراً فيجدها مختبئة في أحد الأركان ، انحني جالساً علي ركبتيه امامها ليصل لطولها وهو يهتف بغيظ :
- قفشتك يا مصيبة...!
نظرت له بخوف شديد وارتجاف ألمه ، قوست ثغرها للأسفل لتشرع في بكاءً لا يتحمله ، لا يدري كيف نسي اوراقه وما فعلته في لحظه اختفي غضبه ليحل محله الاشفاق ليجذبها اليه ويضمها بين احضانه علي الرغم من سنه الصغير الذي قارب علي الثامنة عشر لا انه طويل القامة وعريض المنكبين وهي بالنسبة له كالعصفور الصغير ببراءتها التي تمحو اخطاءها ، ربت علي خصلاتها برفق وهو يهتف بحنو بالغ :
- خلاص يا ليلو متعيطيش انا مش هعملك حاجة وانا مسامحك يا ستي علي الورق الي باظ...
ابتعدت قليلاً لتسمح دموعها بظهر يديها ببراءة قائلة بحزن طفولي :
- أنا أسفة يا أبيه انا كنت جعانة ورحت اقولك علشان ماما سلوي نايمة ملقتكش ولقيت القهوة بتاعتك قلت أدوقها بس وقعت مني...
ابتسم بشدة فهو عاشق لبراءتها تلك ويعلم جيداً انها تقلده حتي في أبسط الأشياء لذلك رغبت في تجربة قهوته ، ليميل ويُقَبل وجنتيها بحنان قائلاً :
- ولا يهمك يا صغنن يلا تعالي نشوف هاكلك ايه...
حملها برفق وهو يضعها علي رخام المطبخ ويبدأ بإعداد وجبة خفيفة لصغيرته فهو يعتبرها ابنته علي الرغم من صغر سنة وهذا ما يتعجب منه الكثير من أصدقائه هو لا يدري فقط يشعر انها ابنته الصغيرة! أطفأ الموقد ثم حملها وخرج من المطبخ ، جلس واضعاً اياها فوق ساقه ليطعمها بحنو بالغ... انتهي من إطعامها ليجدها تهتف بعبوس :
أنت تقرأ
أسميتُها ليليان ( متوقفة )
Randomمقدمة ... _____ رِفْقَاً بِقَلبىّ النَابضُ بعِشقُكِ... رِفْقَاً بِعَاشّقٍ إرتَدىَ ثَوبٌ الأُبوةً ليَنعَمّ بدفٌئ ابتسَامتُكِ... رِفْقَاً بَمنٌ إرتَدىْ ثَوبٌ الأُخوةٍ مُستَنشِقٍ عبير ضمّتُكِ الحَنونٍ... رِفْقَاً بَمنٌ في هَواكِ مُتَيَمٌ ، مُتلفظٌاً بِ...