❤️الفصل الرابع والثلاثون❤️

6.6K 284 32
                                    

      _ ٣٤ _
_ كـ الحلم  _

لا تضع سعادتك بأكملها بشخص واحد فلا تدري متي تفقده وتتحول سعادتك لجحيم أبدي !..

تجمدت الدماء بعروقه حين سمع صوت ارتطام عنيف بالماء.. التفت برأسه سريعاً وعيناه تبحث عنها تلقائياً.. ازدرد ريقه بصعوبة ليغلق الهاتف ويتحرك بقلب ينبض برعب منادياً بنبرة أشبه بالصراخ :

- ليليان !.. ليليااااان..

لم يتلقى سوي هدوء مخيف الا من صوت تلاطم الامواج والرياح التي تزداد قوة ، بلل شفتيه يحاول تهدئة قلبه النابض بعنف الذي يكاد يتوقف !. ولم يستغرقه الأمر سوي ثواني معدودة قبل ان يخلع قميصه ملقياً إياه جانباً واندفع بعنف وقوة ليقفز بداخل المياه..

حبس انفاسه قبل ان يصطدم بمياه البحر بعنف.. لوح بذراعيه يبحث عنها اسفل الماء لكن لا أثر !.. ، صعد الي السطح شاهقاً يسحب انفاسه قبل ان يغطس مرة أخرى سابحاً الي الأسفل.. اتسعت عيناه حين ابصرها.. بأعين مغمضة مستسلمة تماماً لتيار البحر وخصلاتها تشكل هالة حولها سهلت عليه ايجادها..

سبح سريعاً نحوها ليسحبها نحوه ثم لف ذراعه حول خصرها وشرع سابحاً للأعلى متمسكاً بها بقوة.. استغرقه بضع دقائق حتي صعد بجسدها المرتخي تماماً الي متن المركب مرة أخرى..

اسند جسدها الي ارضية المركب يتنفس بعنف وهو يضع رأسه علي صدرها محاولاً الاستماع الي نبضاتها التي باتت ضعيفة للغاية.. رفع رأسه يسحب نفساً عميقاً  وهو يضم كفيه المرتعشين برعب من فقدانها ، ضغط علي صدرها تحديداً موضع القلب بشئ من القوة متمتماً بلهاث ونبرة مهتزة :

- ليليان... ليليان فوقي.. ليليان

زادت ضغطه عنفاً وهو لا يجد استجابة منها.. بشرتها شاحبة وشفتيها يُحال  لونها الي الازرق القاتم.. ساكنة بلا حراك سكون مخيف.. يدمر ما تبقي من ثباته ليصرخ بها بانفعال :

- فوقي بقولك !..

زأر بهياج وهو يتلفت حوله بحركة هستيرية لا يدري ما يفعل وكأنه تناسي كل ما يعلمه عن الاسعافات الأولية من فرط رعبه من خسارتها ليعاود الضغط بعنف علي صدرها متمتاً بجنون :

- مش هتموتي... فاهمة ؟ لا.. مش بالسهولة دي.. انا مصدقت رجعتيلي.. مش هسمحلك لا..

وتحولت نبرته لصراخ قوي :

- مش هسمحلك تموتي.. سمعاني ؟؟

لكم الأرضية بجانبها بعنف وبلا وعي انسابت دموعه تشق طريقها علي وجنتيه وهو يكاد يجن كيف اغفلها.. كيف حدث ذلك بوجوده..  وبلحظة استعاد بعض من تركيزه وهو ينحني نحوها يلامس شفتيها بخاصته فيما يسمي قبلة الحياة او تنفس صناعي.. وما ان ابتعد حتي شهقت بعنف والمياه تندفع من شفتيها وهي تسعل بقوة..

أسميتُها ليليان ( متوقفة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن