❤️ الفصل الثالث والأربعون ❤️

8.6K 258 36
                                    

لن ينتهي البؤس ابداً !..
    _ 43 _

هرولت نحو اول غرفة قابلتها لتُغلق الباب سريعاً وهي تستند عليه تتنفس بنهيج خاصة بذلك الثوب الثقيل الذي يُفترض به أن يكون ثوب زفافها !..

استندت " نور " علي الباب المغلق وهي تسمح لدموعها بالتحرر أخيراً ويدها تكتم فمها حتي لا يصله صوتها ... تتمني لو باستطاعتها ايقاف تمزق قلبها أيضاً ... تشعر أنها اتعس عروس علي الأرض، لقد تزوجت من تحب لكنه لم يراها سوي فتاة صغيرة تحتاج للمساعدة بل لم يدخر جهداً في ادعاء غير ذلك .. طوال الزفاف ظل شارداً بملامح غير مقروءة حتي بدأ البعض يتحدث عنهم بالسوء وكم بدا مجبراً، تعيسًا حتي حطم قلبها الي قطع صغيرة متناثرة عجزت عن جمع شملها ...

قطب جبينه حين وجدها قد دخلت الغرفة وأغلقت الباب، فك رابطة عنقه قليلاً بتوتر وهو يهتف بصوته الأجش :

- نور !.. انتِ قافلة الباب ليه ؟

سحبت نفساً عميقاً تستجمع قوتها حتي لا تظهر ضعيفة أمامه لتهتف بهدوء :

- علشان هنام !... اليوم كان مُتعب فانا محتاجة انام

اسند رأسه علي الباب للحظات ... يشعر أنه يختنق ان لم يبُح لأحد بما حدث اليوم لذا قال بنبرة راجية لم تلاحظها :

- طب ينفع نتكلم شوية قبل ما تنامي؟..

أغمضت عيناها التي لم تتوقف عن ذرف الدموع قائلة برفض :

- مفيش حاجة نتكلم فيها ... فلو سمحت امشي دلوقتي !..

امتنع عن اخبارها ان تلك الغرفة هي الوحيدة الجاهزة للمعيشة وذهب نحو غرفة الجلوس ليتخلص من سترته ويلقي بجسده الضخم علي الأريكة بإجهاد وما ان أغمض عيناه حتي انقطعت الكهرباء فجأة !..

اتسعت عيناها بفزع حين أظلمت الغرفة لتلفت بسرعة وهي تفتح الباب لتتحرك الي الخارج راكضة لتتعثر في ثوبها الطويل وهي تصيح بخوف قبل أن تبدأ الاصطدام بما حولها :

- ديــاب !..

تحرك بسرعة بغير هدي وهو يبحث عن هاتفه ويصيح ليهدئها :

- استني يا نور .. هولع الكشاف وجايلك !

وجد هاتفه اخيراً ليفتح الاضاءة به ويتوجه نحو الغرفة وهو يلوح بالاضاءة ليقع قلبه بين قدميه حين وجدها جالسة بل متكومة جانباً بثوبها الأبيض التي تكاد تغرق به تبكي بنحيب مؤلم ! هرول ناحيتها ليجثو امامها قائلاً بقلق :

- نور انتِ كويسة ؟ ايه الي حصل !

لم تُجيب بل أخذت تبكي بعنف وشهقاتها تعلو كطفلة صغيرة ليستنتج انها ربما ارتعبت من الظلام ليسحبها ويضمها الي صدره بقوة ويده تُمسد علي ظهرها قائلاً بنبرة حنونة تسللت اليها كالمخدر الذي جعلها تهدأ رويداً رويداً ...

أسميتُها ليليان ( متوقفة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن