❤الفصل الحادي والعشرون❤

15.8K 520 77
                                    

_ تحطُم ! _
  _ 21 _

ياليتنا نمتلك سحراً ندفع به الأذى عن من نحب فلا طاقة لنا ولا قدرة لتحمل أوجاعهم ، قلوبنا تنبض بابتسامتهم فكيف الحال وقت آلامهم ؟

بشرود وعاقل غائب سارت " ليليان " بين الطرقات ودموعها تنسدل بنعومة علي وجنتها رغماً عنها لا تصدق كيف كان سجيناً لثلاث سنوات!! رغم برودة الهواء والرياح التي تضرب وجنتها شعرت وكأنها تختنق داخل اربع جدران كيف تحمل بمفرده ؟ وهي من ظنت انها وحدها تعاني...ابتلعت غصة بحلقها تتمني فقط تضمه اليها تطمئنه وكم شعرت في تلك اللحظة انه رغم فارق السن صغيرها الذي تعذب وحيداً هذا يفسر كثيراً هدوءه المخيف وغموضه الدائم !

شعرت بجسد ضئيل يصطدم بها حتي اسقطها ارضاً ، شهقت حين لامس جسدها الارض يبدو ان طفلاً راكضاً اصطدم بها وركض بعيداً ، وكأنه ضغط علي زر تحملها لتنفجر باكية بهستيرية تدفن وجهها بين كفيها بشهقات تتعالي وتيرتها غير قادرة علي منع بكاءها وخناجر حادة تقطع قلبها بقسوة وهي تتخيله خلف القضبان وكلمات تلك المرأة تصدع برأسها :

- ده يا حبة عيني هرب من السجن في نفس يوم وفاة امه...قلبي اتقطع لما قرب من سكات وخدها في حضنه ... وبعدها فضل يعيط زي العيل الصغير....وملحقش يحضر دفنتها علشان الحكومة جت خدته !

بكت كما لم تبكي من قبل تكاد تصرخ من ذلك الألم الشنيع بقلبها كيف ظنت الوحدة والظلام شئ قاسياً ؟ فليس هناك أقسي مما حدث له ، روحها تتمزق وكأنها تري كل شئ مجسداً امامها لتتقطع نياط قلبها بهذا الشكل المؤلم ولم تنتبه لتجمع الناس حولها لتهدئتها لتصرخ بهم بصوت مقهور:

- ابعدوااااا سيـبوني...في حالي !!!!!!!

وعادت تخفي وجهها تحت همسات استغفار من حولها وابتعاد البعض الأخر ، أخدت تهمس بارتجاف بغير تصديق وكأنه يسمعها :

- انت اتعذبت كل ده لوحدك يا قلبي ؟

بكت بحرقة ألمت كل من رأها حتي شعرت بكف صغير يمسح علي خصلاتها بحنو قائلاً بنبرة طفولية :

- انا أسف يا طنط متعيطيش !

توقف بكاءها بغتة لترفع رأسها بأعين حمراء كالدماء ووجهها الأحمر من البكاء لتلتقي بزوج أعين صغيرة دامعة ليعود الصغير الذي يبدو انه لم يتعدى الخمس سنوات قائلاً بحنان طفولي وهو يمسح دموعها بلطف :

- انا مكانش...قصدي اوقعك...انا آسف !

ابتسامة مرتعشة ارتسمت علي محياها بين دموعها لتكفكف دموعها سريعاً ثم نطقت أخيراً بصوت متقطع مبحوح :

- انا...انا مش بعيط...بسببك !

ابتعد الناس حين توقف بكاءها ليعود كلُ الي شأنه بعد ان انتهي العرض!

همست بحنان بنبرتها الرقيقة للصغير :
- انت اسمك ايه ؟

بادلها الصغير ابتسامتها المرتجفة قائلاً وهو يتلفت حوله بقلق :

أسميتُها ليليان ( متوقفة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن