❤ الفصل الثالث عشر ❤

16K 521 66
                                    

_ طعنة ! _
   _ 13 _

دلفت الي غرفتها بعد ذهاب الصغير الي مدرسته لتختلي بنفسها كالعادة ، وضعت احدى الاغاني الصاخبة وفكت عقدة شعرها وتركته ينسدل بحرية لتتنهد بعمق وتغمض عيناها و تبدأ بالتمايل بخفة علي انغام تلك الموسيقي ، تمايلت بشغف اكتشفته مؤخراً وشريط حياتها يمر امام عينيها منذ لقاءها بـ "دياب" ذلك العامل الذي قابلته لأول مرة حين استدعاه احد صديقاتها المقبلة علي الزواج لكونه ماهراً في طلاء المنازل ، لتتوالي لقاءاتهم بحجج مختلفة ، دارت حول نفسها مغمضة العين وخصلاتها السوداء تغطي وجهها بفوضوية وصوت ابيها يصدع بقوة :

- معلش يا ابني كل شئ قسمة ونصيب ومرام مكتوبة لابن عمها من يوم ما اتولدت !

تعالت نبضاتها وابتلع جبينها بحبات عرق وهي تواصل الرقص بجنون لعل دقاتها تتوقف وترحمها

- بس انا بحبها وشاريها ولا ابن عمها ولا الف غيره هيحبها ويحافظ عليها زيي !

هبطت دموعها بلا وعي لتنهمر علي وجهها بغزارة وتسارعت انفاسها

- بعد ما علمتك السنين دي كلها في الاخر عايزة تتجوزي نقاش !

- انا معملتش حاجة غلط انا بحب دياب ومش هتجوز غيره !

بدأ جسدها يأن من التعب وقد أخذت تدور وتدور بلا توقف وكأنها انفصلت عن العالم

- كتب كتابك علي ياسين ابن عمك الاسبوع الجاي سواء برضاكي او غصب عنك !

سقطت ارضاً علي ركبتيها تتنفس بصوت مسموع وتضغط علي قلبها الذي يهدر بعنف لتصرخ فجأة بقهر تزامناً مع وصول "ياسين" الي المنزل ، هرع مسرعاً الي الداخل حين وصلته صرختها ، صدم بهيئتها فهي تجلس ارضاً بوجه شاحب وشعر مشعث تبكي بانهيار ، هرع اليها ليمسكها من كتفيها قائلاً بصدمة :

- مرام...مرام مالك ؟ ايه الي حصل ؟

لم تجيبه فقط تنتحب بنهيج ليجلس علي ركبتيه ويضمها الي صدره برفق رغم مقاومتها الضعيفة فهي منهكة...لم يعد لديها طاقة لفعل شئ شدد من ضمها هامساً بحنان :

- طب بس اهدي...اهدي خالص...انا جمبك !

هبطت دموعها علي صدره لتبلل قميصه ، علت الدهشة وجهه حين بادلته الاحتضان وتشبثت به ليفيق علي همسه خافتة كانت بمثابة صفعة مؤلمة بل طعنة لكبريائه :

- متسـ...متسبنيش يـ...يا دياب !!
__________
التوي ثغره بابتسامة جانبية وهو يشخص ابصاره علي الطريق ضغط قليلاً علي فرامل السيارة ليقلل السرعة ، اتسعت عيناه بصدمة لثواني ثم استعاد تماسكه قائلاً بتوجس :

-لا انا غيرت رأيي خافي براحتك يا حبيبتي !

عقدت جبينها قائلة بعدم فهم :

-انت مش قولت استمتع ؟

اخذ نفساً عميقاً ليفجر قنبلته بوجهها قائلاً بتوجس :

أسميتُها ليليان ( متوقفة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن