تائه

380 48 7
                                    

لا تبدو الحياة روتينية كما نعتقدها، إنها تتغيّر بالتراكمات، بتراكم الوقت بتراكم الأحداث بتراكم الخبرات.. وبفقد كل شيء فجأة أيضا..

مازال لوتش يبحث بين أوراق والده ومكتبته، فهو يشعر أن هنالك أمرا ما لم يظهر بعد، وبخاصة بعد الذي وجداه هو وتانيا، فتانيا ترافقه في بحثه وتثق بحدسه بعدما وجد رسمة لوالده توما  لآريس قبل حتى أن تولد، وعرفا ذلك من التاريخ الذي كتبه، لتسأله :

" لم أجد شيئا آخر يضاهي تلك الكتابات والرسومات الخاصة بوالدك"

"أريد المصدر الذي اعتمد عليه ليعرف كل هذا، ولكن لا شيء يشبهه"

"ربما لا يوجد مصدر لذلك!"

"هذا مستحيل!"

"ربما علم بذلك في داخله، ربما رأى نهايته أثناء نومه، فالنهاية والموت دائما ما تؤرّق الحي "

ليطرق لوتش قليلا متفكّرا بكلماتها وكأنه وافقها نوعا ما، وقام بفرد كتاباته ورسوماته، يتفحّصها، رسمة لآريس ووجهين يشبها جبر عن يمينها ويسارها، وإشارات لقتلها، وقبلها حورية أخرى تشبه آريس ووجهين يشبها جبر ولكن اسمها" بيروس"، وقبلها واحدة أخرى أيضا بنفس الطريقة ولكن اسمها "إيوالا"، وكثيرات أيضا قبلهن، يختلفن بملامحهن ويتفقن بالصفات الفريدة بأنهن بيضاوات ذات عيون ذهبية وهو شيء نادر لا يتكرر بسهولة، ولكنه تمكّن من قتلهن وشرب دمائهن، واستطاع لوتش لأول مرة وهو يقلّب ما بين يديه أن يرى إخوته الذين قتلهم أيضا، ووالدته وأمهات إخوته، ولكن تانيا لفتها شيء ما، فقالت للوتش :

"ألا تلاحظ شيئا غريبا بتلك الرسومات؟"

"ماذا؟!"

"كل الوجوه تغيّرت إلا وجه جبر، ما الذي يعنيه هذا؟ ولماذا يتكرر وجهه مرّتين مع كل حورية، بالإضافة لوجوده حول كل الحوريات القديمة "

بقي لوتش صامتٌ لفترة ليست بالقصيرة يراقب الرسومات وما لاحظته تانيا، وفجأة اتسعت عيناه، ونظر لتانيا قائلا :

" أنتِ على حق، لا بد أن نبوءة ما علم منها أن حورية بيضاء ذات عينين ذهبيتين ستنهي ملكه برفقة بشري بملامح جبر، ليقرر جعلها أميرة من خلال تزويجها بأحد إخوتي ثم يقتلهما، ولكنه لم يكن ليرى شخص بملامح جبر حتى يقتله وبذلك تكرر وجه جبر في كل مرة بينما تغيّرت ملامح الحوريات "

" ولم هنالك وجهين لجبر؟ "

" لا أعلم، ولكنه سيحكمنا، هذا ما قرأته، ولكن هذا لم يحدث بعدما انتهت المعركة "

" لربما لا يتحقق كل شيء، لربما كانت إشارات لها معان مختلفة! "

" ماذا تشعرين في داخلك بالنسبة لجبر؟! "

" أشعر أن هذا الوجه لن يغادرنا، أشعر بهذا بقوة، وبأنه ليس شخصا عابرا أبدا "

" هذا بالضبط ما أشعر به "

آريس الحورية الهاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن