انتصارٌ حزين

362 47 10
                                    

النفس كالماء، ستطفو على سطحها كل الأمور التي حاولت مرارا إغراقها فيها، أو سيقوم أحد آخر بذلك..

تتجّه مارلين بخطوات ثابتة صاعدة على درج المدينة نحو الاحتفال، تبدأ صورة الأشخاص كلما ابتعدوا عن مصادر الضوء القريبة منها بالإعتام أكثر حتى يصبح البعيدين عنها كالظلال تماما، أو ملامح  أطياف مضيئة بعيدة..

ومع تقدم مارلين واختلاطها بالناس، بدأت بعض النساء بملاحظتها، بعضهن اعتقدنها شبح كما أُشيع عنها سابقا ليبدأن بالصراخ بسبب فزعهن من رؤيتها، وسقطت إحداهن مغمى عليها، لينتبه الجميع لبلبلة عند زاوية الدرج، وتوقفت الموسيقى والرقص في اللحظة التي وقفت فيها مارلين في منتصف الساحة وجها لوجه أمام ماري وجبر وخلفهما روز ومارتن ووالدتها وداني ووالده العمدة..

بدأت ماري تبتلع ريقها متصلّبة مكانها وعلى وجهها دهشة وخوف في آن واحد، بينما اتسعت عينا جبر وهو يحدث نفسه بأن مارلين لم تعد طفلة صغيرة كما عهدها، لقد كبرت وأصبحت ملامحها أكثر نضجا وجمالا، عدا عن كونها على قيد الحياة، فهم في تلك اللحظة أنها سابقا من أنقذته وأنقذت ابنته..

وقبل أن تنطق مارلين بحرف واحد ركض إليها فيليب والدها بغضب يصرخ فيها :

"مارلين، عودي للمنزل حالا"

لترد عليه:

" وإلى متى سأبقى مختبأة، وإلى متى ستبقى الأدلة التي تدينهم معي دون أن تظهر للجميع"

"لا أكترث!، عودي حالا"

شدّه جوسيا من كم قميصه قائلا له :

" دعها، لن يصيبها شيء آخر أكثر إيلاما من..."

ولكن فيليب صرخ بوجهه :

"أنت لم تعد صديقي منذ الأمس، لا تتحدث إلي بعد الآن "

نهرتهم الجدة قائلة  :

" تحدثي يا فتاة، ما الذي تريدين إطلاعه علينا!؟"

وقبل أن تبدأ بالحديث، اطمأنت أن العم بارتو والجد بينيت قد أمسكا فيليب والدها، واستسلم هو لذلك..

أشارت مارلين بالسبابة نحو ماري قائلة :

"هذه، إنها سبب كل ما يحصل بالمدينة حتى الآن!، والدليل بين يديّ"

ماري :

" كاذبة!، لا تصدقها جبر، لقد كانت تحبك ولم تتحمّل رؤيتنا سعداء سوية، إنها مجرّد حاقدة  تختلق  الأكاذيب"

لتجيبها مارلين :

" هذه الحقيبة مليئة بالأدلة على ما تسمينها أكاذيب، منذ بداية مشورتك ببناء دار الأوبرا على شواطئ البحّارة الضيقة، حتى تحريضك لصديقتك روز مارتن حتى تسيطر على المدينة، أمر مضحك أليس كذلك؟!.. ولكنه حقيقيّ! "

آريس الحورية الهاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن