بعد أسبوع حزين عاشته كديميس ودعت فيه واحدا من أعتى بحارتها وصانع سفنها الفريد من نوعه ،
قررت والدة مارلين مفاتحتها بموضوع الزواج بداني، آملة أن لا تواجه الكثير من الإعتراض منها فقد أمضت ليلتها تفكر في ردات فعلها وكيف يمكنها التصرف معها في جميع الأحوال لإقناعها، فصعدت لغرفة مارلين التي ما عادت تستطيع التركيز في أعمال المنزل بعد أن تحطم قلبها وضاعت أحلامها،
دخلت والدتها بعد أن طرقت الباب بلطف، وجلست بحذر بجانب السرير فهي تجهل ردة فعلها عند مفاتحتها بالموضوع، ثم تشجعت بالحديث فقالت لها :
" مارلين.. لقد قدمت والدة داني زوجة العمدة إلي ٬ وطلبت يدك للزواج بإبنها داني، وأنا أرى أن داني.. "قاطعت مارلين والدتها بنبرة هزيلة متعبة من كثرة البكاء :
" حسنا، أنا موافقة! ، أنا لا أتقن إيذاء نفسي ولا أقوى على إنهاء حياتي البائسة، لعل موافقتي للزواج به موت بطيء، أو لعله الإنتحار الذي أتمناه، لعلني سأموت من مجرد رؤية ابتسامته العفنه في وجهي، فمتى قام داني بتنظيف أسنانه؟، أو حتى لمست يديه الصابون والماء؟ ، موافقة يا أمي لا تشغلي بالك.."
أحست والدتها ببعض الذنب مع بعض السرور المختبئ في قلبها لسماعها الموافقة، فهي لا تستطيع رفض هذا العرض للزواج فهو ذا مكانة وهذه فرصة جيدة قد لا تتكرر، فحاولت أن تمحو ذلك التشاؤم بكلمات مترددة بعض الشيء :" مارلين عزيزتي، أنت مخطئة، سوف تعيشين كالنبلاء سوف ترتدين أجمل الفساتين وأجودها، إن داني رجل.. "
فقاطعتها مارلين بسرعه مستهزئة :
" رجل!، داني رجل! ، أمي لا تقلقي سيكون كل شيء على ما يرام، فقط دعيني وشأني.. "
عندها فضلت والدتها إلتزام الصمت، فخرجت من غرفتها وأغلقت الباب، بعد أن أنهت مهمتها بأخذ الموافقة، وبعد لحظات بدا نحيب كالهمس تسلل من غرفتها إلى الخارج، فتتظاهر والدتها بأنها لم تسمعه وبأن كل شيء على ما يرام، لتكمل خياطة الملابس وبخاصة بدلة زوجها التي قاربت على الإنتهاء منها..
شاع خبر رغبة داني بالزواج بمارلين، بعدما نقلت والدتها موافقتها لوالدته، فأصبح داني أكثر رعونه في تصرفاته عن ذي قبل، يتبختر أمام نافذتها أحيانا، وأحيانا أخرى يلقي بالحجارة على زجاج النافذة، يغني.. يستعرض حماقاته..
ومارلين تبحث بذاكرتها عن ابتسامة لجبر أو تستمع متوهمة لنوتة صوته الرجولي العميق، فيغيب صوت داني الرفيع عن مسامعها متبعثرا في الهواء.
علمت روز بخبر ذلك الزواج فجن جنونها، وهي فتاة شقراء تتجمع ملامح وجهها بشكل متقارب في منتصفه، بأنف قصير وعينين صغيرتين تعلوهما حاجبان يضيقان منطقة الجفن وشفتين رفيعتين، نحيلة دون ملامح لجسدها الذي يشبه المسطرة٬ ابنة محتكري تجارة السكر في القرية..
أنت تقرأ
آريس الحورية الهاربة
Viễn tưởngدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟