بدأت الصدفة بسرد الحوار على مسمع جبر ، وهو يستمع بإنصات :-
"آريس تعالي إلى هنا ، ألم آمرك أن لا تتسكعي بعيدا عن المدينة ، أنا جاسوسة يا أمي هل تذكري ؟ أنتِ من زجّ بي في ذلك الأمر وقتها ، كنت أحاول حمايتك من رؤساء مجلس المدينة حتى لا يتخلصوا منكِ لاختلاط دمك بدم بشري قذر والآن أحاول حمايتك من البشر ، سأذهب الآن لمقر المدينة لأقدم تقريري كالعادة ، لن تذهبي لأي مكان لتقدمي تقريرك الكاذب وأن البشر أوشكوا على الإنقراض لن يصدقكِ أحد وعندها ستتهمين بالخيانة من جديد ، ماذا أفعل إذا؟ ، هل أذهب لأعيش في أرض الجحيم عندها سأرتاح من هذا العناء ومنكم بعدما أحترق ، ستتزوجين لوتش إنهم يشبهونك وهم أكثر بشرية من الموزيريسيين ، أمي ! لطالما كرهتهم لأنهم أعداؤنا، ولكنهم السبيل الوحيد لنجاتك، إنني أكره ذلك المغرور لوتش ولن أوافق على هذا الهراء ، أمي تضربينني! ستنفذين ما أريده ،ولتعلمي كل ذلك كان لأجلك، ها قد جاء لوتش ، لا أريد أن يسمع منك هذا الكلام ، أوه آريس الجميلة الناعمة ، زوجتي المستقبلية وأميرة مملكتي ، في أحلامك ، لم تعرفي بعد من أنا أيتها الصغيرة ، تضربينني ،آ..."
وبسرعة أبعد جبر الصدفة قبل أن يسمع صراخه المزعج من جديد ، وأشفق على آريس ، وعلم كم تعاني من كونها غريبة ولا تشبههم ..
نظر إلى الصدفة وراودته فكرة في أهمية احتفاظه بها ، فهي تسجل ترددات صوتهم اللتي لا يسمعها هو ، فيتمكن عندها من سماعهم، وساعده في ذلك معرفتها للغته فهي صدفات آريس ، فخاطبها مداعبا:-
" أنتِ صدفة ذكية بل ومترجمة محترفة " عندها تفاجأ جبر باصطباغ لونها الأبيض ببعض الوردي ، فضحك منها وعزم على تدريبها لتفيده في المستقبل ، وفي لحظة انشغاله بتثبيتها في أحد جيوب حزامه الجلدي ، اللذي وجده في بيت آريس ، قفز في وجهه مخلوق صغير أخضر لديه صوت وعينين وأنف وأذنين كالقطط بوجه وملامح جسدية بشرية ، وأغشية بين أصابعه الثلاث وذيل سمكة ، لا يتعدى طوله ذراع جبر ، كان يهاجم جبرا وكأنه يدافع عن شيء ما ،أمسكه جبر وأبعده على طول ذراعه ينظر إليه باستغراب ، وهو ما يزال يحاول إيذاء جبر بذراعيه وذيله بالرغم من أنه معلق في الهواء ..
كان جبر يفكر في غرابة هذا التنوع محدثا نفسه :-
" يا إلهي ! ، يكفي أن ترسل طفلا بشريا للبحر لينشأ هذا العالم الغريب ، لعلي قد آمنت بقصة مملكة تشرا "
سمعت آريس صوت هذا المخلوق اللذي يحمله جبر ، فسبحت بسرعة كبيرة وكأنها شعاع ضوء نحو حوتها ، تفاجأ جبر بوجودها وتلك النظرة الغاضبة ترمقه بها ، فانتبه وأنزل ذلك المخلوق بروية قائلا لها :-
أنت تقرأ
آريس الحورية الهاربة
Fantasyدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟